م الآخر
طريق النجاح المالى
هل تضع ميزانية لمصروفاتك وإيراداتك؟
لماذا؟ فكل شىء مسجل فى «المخ»، ولماذا أتعب نفسى وعقلى فى كلام ليس له فائدة، والموضوع لا يستحق، «فاللى جاى أقل من اللى رايح».
إذاً أنت على وعى كامل بكل ما يدخل لك من أموال، وما يخرج من مصروفات، وتعلم جيداً كل الالتزامات التى عليك؟
نعم أنا عارف… عارف؟
عارف أيه؟
عارف كل شىء؟
إذاً ما الفرق بين الميزانية والموازنة؟ وهل هما مهمتان لأى فرد أو مؤسسة؟
كلتاهما واحد، وهذا للشركات فقط وليس للأفراد.
لا يا صديقى، هناك اختلاف جوهرى بين الاثنتين، وهما مهمتان جداً للمؤسسة وللأفراد، ولا غنى عنهما من أجل النجاح المالى، وتحقيق الاستقلال المالى، والاستثمار الجيد.
فالموازنة هى أن تقدر ما يدخل لك من أموال وما يخرج، والالتزامات خلال فترة زمنية، ولتكن سنة.
بمعنى أنك تجلس الآن من أجل إعداد موازنة عام 2026، وعليك أن تتوقع دخلك من الوظيفة وعائد الشهادات وغيرها، وأيضاً المصروفات مثل الإيجار والفواتير والطعام والشراب والتعليم والانتقال والاتصالات والإنترنت وغيرها، والالتزامات مثل سداد أقساط قروض أو سيارة أو زواج الأولاد وغيرها. ثم تقوم بعملية حسابية بسيطة بأن تطرح النفقات من الإيرادات، وترى إذا كان هناك فائض أم عجز.
أما الميزانية فهى رصد الواقع، فخلال شهر نوفمبر الماضى دخل لك إيراد كذا؟ وأنفقت كذا؟ وتبقى أو ظهر عجز كذا؟
والميزانية هى الأساس الأول لأى استثمار ناجح. من دون ميزانية واضحة يصبح الاستثمار أشبه بالمقامرة أو الاجتهاد غير المبنى على رؤية.
وهى تعرفك بالضبط قدرتك الحقيقية على الاستثمار، وتحدد كم تقدر أن تستثمر شهرياً أو سنوياً، وكم تحتاج لتحتفظ به للطوارئ، وكم تستهلك من دخلك فى النفقات الأساسية، وكم فى النفقات غير الأساسية، وحجم العجز أو الفائض الشهرى لإيراداتك.
لنضرب مثالاً: دخلك الشهرى 10,000 جنيه، والمصروفات والالتزامات الشهرية 8,000 جنيه، إذاً أنت تحقق فائضاً قدره 2,000 جنيه يمكن استثمار هذا الفائض فى الصناديق النقدية. ولكن إذا كانت النفقات 12,000 جنيه، فهنا يوجد عجز يجب تغطيته. كيف؟! فترجع إلى الموازنة وتفكر وتدرس وتبحث كيف تغطى هذا العجز، فإما الاستغناء عن الأشياء غير الضرورية، أو البحث عن مصدر دخل آخر. لهذا فالموازنة والميزانية يبعدانك عن العشوائية فى إدارة أمور حياتك.
والنصيحة المهمة هى أن تبدأ بالادخار، بمعنى: إذا كان دخلك 10,000 جنيه، فأول ما تفعله هو وضع 1000 جنيه على الأقل للادخار، ثم تبدأ بالضروريات. ربما تقول الآن: هما 10,000 عاملين حاجة هذه الأيام؟ وتأكد أنه لو دخل لك 100 ألف جنيه فستقول أيضاً نفس الكلام. لماذا؟ لأنه سلوك مالى.
وعندما كان راتبى 1000 جنيه، وكان راتب قيادى فى أحد البنوك 250 ألف جنيه، كان يشكو من عدم القدرة على تلبية متطلبات المعيشة وتعليم أولاده خارج مصر.
إذاً هو سلوك وليس بحجم ما يدخل لك من أموال. واقرأ فى قصص الأغنياء العصاميين كيف كان الادخار واستثمار ما يدخرونه سلوكاً فى حياتهم وفى تفكيرهم، وليس شيئاً على الهامش يفكرون فيه إذا ما وجدوا فائضاً فى الدخل.
وهذا يعنى: إذا كان دخلك 1000 جنيه فادخر منه على الأقل 100 جنيه، وبعد أن تجده مبلغاً كبيراً قم باستثماره.
وللحديث بقية.