فى الصميم
دعم السيد الرئيس
منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مسؤولياته، شكل تمكين الشباب ودعمهم أولوية ضمن جهوده لبناء الدولة، وقد انطلقت رؤيته من الإيمان العميق بأهمية الشباب، حيث ركز على تعزيز مشاركتهم فى العملية السياسية وتمكينهم من تقلّد المناصب القيادية، بهدف تمهيد الطريق لدورهم المحورى فى صياغة مستقبل مصر والمشاركة فى بناء الدولة الحديثة.
وجاءت توجيهات الرئيس مؤخرًرؤ ا بخصوص ضرورة حماية أصوات الناخبين، لتؤكد من جديد أهمية دعم العملية الانتخابية بنزاهة وشفافية، بما يعكس إرادة الشعب المصرى، ويفتح المجال أمام تمكين شباب الوطن للمشاركة فى بناء مستقبله السياسى.
فى ظل هذه الرؤية، يبقى التحدى قائمًا فى تمثيل هؤلاء الشباب داخل مؤسسات الدولة التشريعية كخطوة مكملة لنهج الإصلاح السياسى.
عبرت القيادة السياسية مرات عديدة عن التزامها بتوفير مناخ يضمن تمثيلًا عادلًا ومتوازنًا لجميع الفئات، إلا أن هناك مؤشرات تُظهر أن بعض الأحزاب لا تزال تنتهج سياسات تقصى الشباب وتكرس احتكار المشهد السياسى لوجوه مألوفة لم تعد تلقى قبولًا شعبيًا واسعًا.
وعلى الرغم من الجهود التى بذلتها الدولة عبر الهيئة الوطنية للانتخابات لضمان نزاهة العملية الديمقراطية، بما فى ذلك ما اتخذته من قرارات جريئة مثل إلغاء الانتخابات فى دوائر شهدت مخالفات، ما زال قطاع كبير من الشباب يواجه تحديات الوصول إلى المجالس التشريعية.
فى الوقت الذى ترفع فيه الدولة شعار تمكين الكفاءات الشابة، نجد أن البعض يتعامل بعقلية الماضى، حيث تمنع هذه الكفاءات من التقدم ويحاصرها بممارسات تفتقر إلى العدالة.
هؤلاء الشباب الذين نشأوا على قيم الانتماء والالتزام بحماية مصلحة وطنهم، شاركوا فى بناء الدولة الجديدة بكل جهد وإخلاص، لكنهم غالبًا ما يُتركون خارج دائرة المشاركة الحقيقية.
المشهد المؤلم الذى تعكسه بعض الأحزاب ينبع من تناقض واضح؛ فبينما يتولى الشباب أعباء العمل الحزبى ويتحملون مسئوليات التنظيم والتنفيذ فى أصعب الظروف، تجدهم مستبعدين من التمثيل البرلمانى والتشريعى لصالح نفس الأسماء التى استنفدت حضورها السياسى.
وفى ظل هذا الواقع، تبرز الحاجة الملحة إلى تدخل قيادى يعيد الأمور إلى نصابها ويضع رؤية استراتيجية لتحفيز مشاركة فعّالة للشباب داخل الحياة السياسية.
الرهان على مستقبل مصر يعتمد أولًا وأخيرًا على شباب يؤمن بأهمية المشاركة ويملك القدرة على العطاء.. ولكن كيف يمكن استثمار هذه الطاقات إذا كانت الأبواب مغلقة؟ وكيف يمكن لبرنامج الدولة الطموح أن يحقق أهدافه بينما يشعر الشباب، الذين يمثلون المستقبل، بالتهميش؟
الآن أكثر من أى وقت مضى، نحن بحاجة إلى قرار شجاع يضع الأساس لدولة مواطنة حقيقية لا مجال فيها للإقصاء أو التهميش.. دعم الشباب وفتح الفرص أمامهم يحتاج إلى خطوات عملية تنطلق من الداخل الحزبى ذاته، لضمان وجود أصوات شبابية قادرة على تمثيل كافة أطياف المجتمع.
السيد الرئيس، إن شباب مصر الذين آمنوا برؤيتك ودعموا النهضة الشاملة التى تسعى إليها الدولة يضعون ثقتهم اليوم فى حكمتك وعدلك، ويأملون أن تشهد الفترة المقبلة دعمًا صادقًا لتمكين هؤلاء الشباب وفتح الطريق لتمثيل حقيقى يعزز الهوية المصرية ويُثرى الحياة السياسية.. أنتم دائمًا مصدر الثقة والأمل فى تحقيق هذا الحلم الوطنى المنشود بتوفير بيئة سياسية أكثر عدالة وانفتاحًا على الجميع.