قطوف
أطلال الغرام
من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.

متى يا أطلالَ الغرامِ تُعيدُنا
إلى عهدِنا الماضي وتُرجعُنا
ويجمعُنا الدهرُ الذي قد فرّقَنا
ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم
أَمرُّ على الأطلالِ من غير حاجةٍ
لعلي أراكُم أو أرى من يراكمُ
سقاني الوداعُ كأساً من الحزن صافياً
فيا ليتهُ لمّا سقاني سقاكمُ
فيا ليتَ قاضي الوجد يحكمُ بينَنا
وداعي الشوق لمّا دعاني دعاكم
أنا عبدُكُم بل عبد عبدٍ لعبدكم
ومملوكُكم من بيعِكم وشِراكم
كتبتُ لكم روحي وما ملكت يدي
وإن قلَّت الأموالُ فؤادي فِداكم
لساني بذكركُم وقلبي بحبكُم
وما نظرت عيني مليحاً سواكمُ
وما شرّف الأيام إلّا جمالكُم
وما يقصدُ العُشّاقُ إلّا سناكمُ
وإن قيل لي ماذا على الله تشتهي
أقولُ رضي الرحمنِ ثم رضاكمُ
ولي مقلةٌ بالدمع تجري صبيبةً
حرامٌ عليها النومُ حتى تراكم
خذوني عظاماً محملاً أين سرتمُ
وحيثُ حللتم فادفنوني حِذاكُم
ودوروا على قبري بطرف نعالكم
فتحيا عظامي حيثُ أصغى نداكمُ
وقولوا رعاكَ اللَه يا ميتَ الهوى
وأسكنَك الفردوسُ قُربَ حماكم