بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رمية ثلاثية

حادث «يوسف» بين القصاص.. ولعبة المصالح

 

 

 

 

هل وصلت بنا الحال لاستغلال حادث وفاة سباح نادى الزهور يوسف محمد فى واقعة إهمال شديد من جانب المسؤولين عن التنظيم والجهاز الفنى والإدارى لناديه لتصفية حسابات شخصية مع وزارة الرياضة بصفة عامة ووزير الرياضة بصفة خاصة.

حادث مؤلم تفزع له القلوب، أم وأب أصابهما الحادث بحالة إنكار غير مصدقين ضاع نجلهما وهو فى عمر 12 سنة ويخطو بكل قوة نحو عالم النجومية وسط أحلام بأن يكون يوماً ما بطلاً عالمياً وأولمبيا ولكن تبخرت الأحلام فى لحظة.

لا يمكن أن نتخيل أن يرفض أحد القصاص لهذا الشهيد البرىء أو لأسرته المكلومة، ولكننا نرفض استغلال الأمر لتشويه أشخاص لا دخل لهم، استغلال الأمر لتصفية حسابات، استغلال الأمر للحصول على مكاسب شخصية.

ألف باء العمل يقول إن الجهة المشرفة تضع اللوائح والقوانين المنظمة للهيئات التى تقع فى نطاق اختصاصها، وهنا الجهة المسؤولة هى وزارة الرياضة والتى وضعت دستوراً كاملاً من اللوائح مع كود طبى ملزم لكافة الهيئات الرياضية، وعلى كل الهيئات الالتزام به.

إذن، هناك قواعد منظمة وهناك من يتحمل مسؤولية تنفيذها، وبالتالى عندما يقع خطأ فإن الحساب يكون للمسؤول عن التنفيذ، وعلى الجهة المسؤولة عن الهيئات بالكامل حساب المخطئ، ولأن هذه الحالة ليست خطأ عادياً تسبب فى مشكلة إدارية بل كان سبباً فى إزهاق روح طفل فى بداية حياته جاء الرد سريعاً من وزير الرياضة بإحالة الأمر إلى النيابة العامة وهى أهم وأقوى جهة لإثبات الحقوق.

ولم تكتف الوزارة بذلك بل تم تشكيل لجنة فور وقوع الحادث من قطاعات الوزارة المختصة فى الحوكمة والتفتيش والشئون القانونية والإدارية والطبية للتحقق من كافة الإجراءات الخاصة بالبطولة فى ضوء الكود الطبى الصادر ضمن اللائحة الطبية للوزارة والملزمة لكافة الهيئات الرياضية وفى فترة زمنية قصيرة أعدت اللجنة تقريرها النهائى مشفوعاً بالتقارير والمستندات الرسمية من الجهات المعنية اتحاد السباحة ونادى الزهور وهيئة الإسعاف المصرية وهيئة استاد القاهرة وتقرير اللجنة الطبية العليا بالوزارة لتسليمه إلى النيابة العامة.

ما حدث يؤكد أن العقاب قادم لا محالة، وأنه لا أحد فوق الحساب فى هذا الحادث المؤلم الناتج عن إهمال سوف تكشفه التحقيقات قريباً..هذا ليس وقت المتاجرة ولكن وقت نبحث فيه جميعاً عن المتهم الحقيقى حتى ينال عقابه ويكون عبرة ودرساً لكافة الهيئات بأنه لن يفلت من العقاب مخطئ.

[email protected]