بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

والد السباح يوسف: المهزلة والإهمال قتلا ابني.. وأنقذوه بعد 10 دقائق تحت الماء

السباح يوسف
السباح يوسف

كشف محمد أحمد، والد السباح الناشئ يوسف، الذي وافته المنية غرقاً خلال مشاركته في بطولة الجمهورية للسباحة، عن تفاصيل الفاجعة المروعة التي وصفها بـ"المهزلة" و"الكم من الإهمال"، وروى سيرة ابنه البطل وما حدث في اللحظات الأخيرة، مسلطًا الضوء على التخبط والقصور في إجراءات الإنقاذ والإسعاف داخل المنشأة الرياضية.

وتحدث والد السباح الناشئ يوسف، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، عن فقيده، قائلًا: “يوسف من صغره وهو بطل، من أول ما كان عنده أربع سنين وهو نفسه يبقى بطل، كان محبوبًا، متفوقًا دراسيًا ورياضيًا، ويشهد له الجميع بحسن الأخلاق”، موضحًا أن يوسف بدأ المشاركة في البطولات بمنطقة القناة في بورسعيد منذ سن السادسة، ونظرًا لطموحه، انتقل إلى منطقة القاهرة للانضمام إلى نادي الزهور، ليزيد من احتكاكه مع أبطال أقوى.

وأوضح أن يوسف كان يمارس سباحة "الفراشة"، وهي أعنف عومة في السباحة وتتطلب قوة بدنية ومرونة وذكاءً عاليًا، مؤكدًا أنه كان بطل مصر فيها بلا منافس، كانت سباقاته الرئيسية تشمل 50م، 100م، و 200م فراشة، بالإضافة إلى سباقات الظهر (باك)، مشيرًا إلى أن يوسف شارك في بطولة الجمهورية وهو في مرحلة 12 سنة، وخاض خمس سباقات فردية واثنين تتابع، وفي اليوم الأول، فاز بذهبية 100م ظهر، وفي اليوم الأخير، رغم إجهاده، حقق المركز الثاني على الجمهورية في سباق 50م ظهر، وهو السباق الذي كان بالنسبة له سهلاً جدًا ويؤديه في التدريب مرتين وثلاثة يوميًا.

ونوه بأن الحدث وقع في حمام السباحة الخاص بنادي القاهرة الدولي، أثناء بطولة الجمهورية، مؤكدًا أنه لم يكن قادرًا على تمييز ابنه وهو في المدرجات إلا من خلال معرفته بـ"الحارة رقم سبعة" و"الـ Event رقم 48"، ولم يكتشف اختفاء يوسف إلا بعد انتهاء السباق وبدء سباق آخر تالٍ، حيث شاهد أحد السباحين من نادي النصر يوسف تحت الماء أثناء عومته، ونبه الحكم، وبعد حالة الهيجان، تمكن فريق الإنقاذ من إخراج يوسف من الماء بعد أن قضى تحتها ما يقدر بـ 7 إلى 10 دقائق فاقدًا للوعي، موضحًا أنه صُدم بغياب أي تجهيزات إسعافات أولية ضرورية، معقبًا: “فريق إنقاذ وفريق الإسعاف ما عندوش أي تجهيزات.. مفيش أجهزة إنعاش أو صدمات أو تنفس صناعي أو أي حاجة من دي، مفيش خالص”.

وتابع: رُفض في البداية دخول المدربين، الذين قد يمتلكون خبرة في إنقاذ الغرقى، ولم يُسمح لهم بالتدخل إلا بعد تفاقم الموقف، وهو ما أضاع وقتًا حاسمًا، ورفض المسؤولون السماح للأب ووالدته وهي طبيبة بالتدخل، كما رفضوا طلب الإسعاف الفوري، مماطلين لأكثر من ربع ساعة، وعندما وصلت سيارة الإسعاف، كانت هي الأخرى غير مجهزة، مؤكدًا أن الفترة الزمنية من لحظة إخراج يوسف من الماء حتى وصوله للمستشفى استغرقت أكثر من نصف ساعة.

ولفت إلى أن الأطباء ظلوا يبعثون رسائل مطمئنة، مؤكدين أن النبض استجاب وسيخرج للعناية المركزة، وهو ما اعتبره الأب دليلًا على أن ابنه بخير، معقبًا: “طلعنا العناية المركزة، بعدها نص ساعة طلعت لنا الدكتورة بتقولنا إحنا حاطين يوسف على الأجهزة لمدة ساعتين وبعد كده نعلن حالة الوفاة”، موضحًا أنه صُدم عندما علم بأن نبض يوسف استجاب فقط عن طريق الأجهزة، وأن ابنه لم يستجب حيويًا.

وكشف عن الصدمة الأصعب التي تلقاها بعد وفاة يوسف وهي تحويل الجثمان للتشريح، معقبًا: "خبر تشريح يوسف حولوا على المصلحة عشان الطب الشرعي، ده كان أصعب خبر سمعته، أصعب من خبر وفاة يوسف شخصيًا"، مؤكدًا أن التشريح تم، بحسب ما علم، للبحث عن منشطات أو عيب خلقي أو جسدي، بهدف واضح هو تنصّل المسؤولين من مسؤوليتهم عن الإهمال، ورغم الضغوط لرفض التشريح، وافق الأب على مضض قائلًا: "بما إن أنا عايز أجيب حق ابني، وافقت على التشريح".

وختم الأب حديثه بنداء يرجو فيه أن تكون تضحية يوسف سببًا في إنقاذ حياة أطفال آخرين، معقبًا: “ربنا يجعل يوسف سبب إنه ينقذ أطفال ثانية غيره.. كل ده مش هيحصل إلا لما يكون الاتحاد المصري نفسه عنده معايير صارمة وناس على أعلى مستوى ويخافوا عن العيال، ويراعوا ربنا وضميرهم”، مؤكدًا أنه خضع للتحقيق في النيابة لسماع أقواله وأقوال الشهود، معربًا عن أمله في تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة.

اقرأ المزيد..