بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

اكتشاف بكتيريا بحرية تمهد لعلاج جديد للسرطان

علاج جديد للسرطان
علاج جديد للسرطان

أعلن معهد "جي بي إلياكوف" للكيمياء الحيوية العضوية في المحيط الهادئ عن اكتشاف جديد قام به علماء روس من منطقة بريموري، حيث حددوا مادة مستخلصة من بكتيريا بحرية يمكنها التسبب في موت الخلايا السرطانية.

ما هي البكتيريا؟ وكيف تؤثر على الإنسان؟ - ويب طب

وفقًا للتقرير الصادر عن المعهد، تتزايد الجهود البحثية التي تستهدف المحيط العالمي بحثًا عن مصادر جديدة لعلاجات فعالة ضد السرطان، إذ يُعد المحيط مستودعًا غنيًا بمواد نادرة ومعقدة قد تُحدث نقلة نوعية في هذا المجال. وقد تمكن باحثو معهد المحيط الهادئ للكيمياء الحيوية العضوية، التابع لأكاديمية العلوم الروسية في الشرق الأقصى، من تحقيق إنجاز علمي مهم يتمثل في الكشف عن إمكانات مميزة لمركب سكري (عديد السكاريد) من بكتيريا بحرية تدعى "كوبيتيا مارينا". يُظهر هذا المركب قدرة على تحفيز عملية التدمير الذاتي لخلايا سرطان الدم النقوي الحاد بشكل انتقائي، دون إلحاق الضرر بالخلايا الطبيعية.

تشير الدراسة إلى أن عديد السكاريد الكبسولي المستخلص من هذه البكتيريا يثبط نمو خلايا سرطان الدم البشري من نوع "HL-60"، وهو يُعتبر نموذجًا لدراسة المرض. وما يميّز هذا المركب هو التأثير الانتقائي الذي أظهره، حيث يقتل الخلايا السرطانية دون أن يضرّ بالخلايا اللمفاوية الطبيعية الموجودة في الدم المحيطي. ومن هذا المنطلق، قد تكون الأدوية المستقبلية التي تعتمد عليه أقل سمّيّة وأكثر أمانًا بالنسبة للمرضى.

بحث العلماء أيضًا الآلية الدقيقة لعمل هذا المركب، واتضح أن تأثيره يعتمد على مسارين مستقلين. في المسار الأول، يفعّل عديد السكاريد إنتاج بروتين "TNF-α" أو عامل نخر الورم ألفا. يعمل هذا البروتين على تنشيط ما يُعرف بـ"مستقبلات الموت" على سطح الخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى تنشيط سلسلة تفاعلات بيولوجية تشمل إنزيم "كاسباس-8". أما المسار الثاني، فيستهدف الميتوكوندريا داخل الخلية، وهي العضيات المسؤولة عن توفير الطاقة؛ حيث يُلغي جهد غشاء الميتوكوندريا متسببًا في إطلاق إشارات تحفّز إنزيم "كاسباس-9". يؤدي هذا بدوره إلى إجهاد تأكسدي نتيجة زيادة جزيئات الأكسجين التفاعلية داخل الخلية، كما يغير توازن البروتينات المرتبطة ببقاء الخلية من عائلة "Bcl-2".

يُجمع العلماء على أن كلا المسارين ينتهيان إلى تنشيط إنزيم "كاسباس-3"، الذي يتولى عملية تدمير الخلايا السرطانية بشكل نهائي. علاوة على ذلك، أظهرت التجارب أهمية البنية الكيميائية لعديد السكاريد في وظيفته الحيوية؛ فعند إزالة مجموعات الكبريتات من هذه المادة، فقدت قدرتها بالكامل على تحفيز موت الخلايا السرطانية وإنتاج عامل نخر الورم أو التسبب بالإجهاد التأكسدي. وبالتالي، تلعب مجموعات الكبريتات دورًا محوريًا في فعالية المادة البيولوجية.

رغم أن هذا الاكتشاف يمثل تقدمًا واعدًا في مجال الأبحاث الدوائية، يشير الفريق العلمي إلى أنه لا تزال هناك خطوات عديدة قبل الوصول إلى تطوير دواء فعال. ومع ذلك، تؤكد هذه النتائج الإمكانات الهائلة للكائنات الدقيقة البحرية كمصادر غنية بمركبات فريدة قد تكون أدوية المستقبل. وسيعمل العلماء الآن على دراسة فعالية هذه الآلية في أنواع أخرى من السرطان وتقييم سلامتها على الحيوانات كجزء من المرحلة المقبلة من البحث.