خاص للوفد
إمام بالأوقاف يحذّر من "البشعة": عادة محرّمة وخرافة مؤذية لا أصل لها في الشرع
حذّر الشيخ حمدي أحمد نصر، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، من استمرار اعتماد بعض الأفراد والقبائل على ما يُعرف بـ"البشعة" لإثبات الحقوق أو الفصل في النزاعات، مؤكدًا أن هذه الممارسة "لا أصل لها في الشرع ومحَرّمة تمامًا".
وأوضح نصر في تصريح خاص لـ"الوفد"، أن "البشعة" هي قطعة نحاسية تُحمّى على النار حتى الاحمرار، ثم يُجبر الشخص المتهم على لعقها بلسانه بزعم أنها لا تصيب الصادق بالأذى، بينما تُلحق الضرر بالكاذب، وبيّن أن هذه العادة قديمة كانت تستخدمها بعض القبائل للحكم بين الناس، لكنها "خرافة لا يقرها الإسلام ولا العقل".
وأكد إمام الأوقاف أن دين الإسلام جاء مفصلًا في كل ما يتعلق بحقوق الناس وإثباتها، موضحًا أن الشريعة تعتمد على البينة والشهود واليمين، مستشهدًا بقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): "البينة على من ادعى واليمين على من أنكر".
وأشار إلى أن "البشعة" تنطوي على أذى جسدي ونفسي بالغ، وإهانة للإنسان وكرامته، فضلًا عن مخالفتها الصريحة للتعاليم الإسلامية. ونقل عن دار الإفتاء المصرية تأكيدها أن هذه الممارسة "محرّمة شرعًا ولا يجوز التعامل بها".
وانتقد نصر استمرار البعض في اللجوء إلى هذه الخرافات في زمن العلم والتكنولوجيا، معتبرًا ذلك دليلًا على "جهل عميق وبُعد عن هدي القرآن والسنة"، داعيًا من يعتقد بصحتها إلى مراجعة عقيدته وترك هذه العادة فورًا.
ودعا إمام الأوقاف الجهات المعنية، والعلماء، وأساتذة الجامعات، والإعلاميين، وأئمة المساجد إلى تكثيف التوعية بخطورة هذه الممارسات، والتحذير من آثارها، والعمل على معاقبة من يمارسونها أو يشجعون عليها رغم معرفة مخاطرها.
واختتم نصر بالتأكيد على ضرورة العودة إلى صحيح الدين والابتعاد عن الخرافات، داعيًا الله أن "يحفظ العقيدة ويهدي النفوس إلى الصواب".