صرخة من دفرية وقرى المحافظة “لا نستطيع الاستمرار في الزراعة”
ارتفاع إيجارات أراضي الأوقاف يثير غضب مزارعي كفر الشيخ
تشهد عدد من قرى محافظة كفر الشيخ وعلى رأسها قرية دفرية التابعة لمركز كفر الشيخ حالة من الغضب والاستياء بين المزارعين، بعد الارتفاعات الكبيرة التي طرأت على قيمة إيجارات أراضي هيئة الأوقاف المصرية، ما وضع آلاف الفلاحين في أزمة حقيقية تهدد استمرارهم في الزراعة، بل وتدفع بعضهم للتفكير في ترك الأرض لأول مرة منذ عقود.
مزارعو دفرية : الإيجار تضاعف… والدخل الزراعي لا يكفي
يؤكد عدد من المزارعين في دفرية أن الإيجار السنوي للأراضي ارتفع خلال العام الحالي بنسب وصفوها بأنها “غير مسبوقة”، وصلت لدى بعضهم إلى الضعف تقريبًا، رغم ثبات عائد الزراعة، وارتفاع تكلفة الإنتاج بشكل غير متوازن.
يقول محمد عشماوي أحد المزارعين إيجار الفدان وصل لمستوى لا يتناسب مع تكلفة الإنتاج، السماد غالي، والمية ساعات مبتكفيش، والمحصول سعره مش ثابت، وفي آخر السنة نلاقي الإيجار زاد تاني.
ويضيف محمد عتلم، عمرنا ما فكرنا نسيب الأرض، لكنها النهارده بقت عبء مش قادرين نسدد إيجاره ولا نغطي تكاليفه.
تكاليف الإنتاج… دائرة ضغط مستمرة
وأشار أيمن سلطان إلى أن ارتفاع الإيجارات جاء في وقت يشهد زيادات كبيرة في تكاليف مستلزمات الزراعة، منها: ارتفاع أسعار السماد الكيماوي لأكثر من ضعف سعره قبل عامين وزيادة أجور الأيدي العاملة مع قلة توافرها مع تضاعف أسعار المبيدات و بقاء أسعار المحاصيل “غير مضمونة” وتخضع لتقلبات السوق.
هذا التفاوت بحسب الفلاحين يجعل من الصعب سداد الإيجار أو الاستمرار في الدورة الزراعية القادمة.
الأزمة تمتد إلى جميع مراكز المحافظة
ورغم أن أصوات مزارعي دفرية كانت الأعلى، إلا أن الأزمة شملت قرى عديدة في المحافظة، من بينها: الحمراوي – محلة موسى – القرضا – المنشية –محلة القصب، إضافة إلى قرى أخرى تعتمد على أراضي الأوقاف بشكل رئيسي.
ويؤكد الأهالي أن الزيادات “جاءت مفاجئة وقاسية”، ولم تراعِ وضع الفلاح أو أسعار المحاصيل.
الفلاحين “نزرع قوت البلد… ولا نطلب سوى العدالة”
طالب المزارعون محافظ كفر الشيخ والمسؤولين في هيئة الأوقاف بإعادة تقدير القيمة الإيجارية وفق معايير واقعية، تراعي ظروف الزراعة في المحافظة، التي تُعد من أكبر المحافظات إنتاجًا للأرز والبنجر والقمح.
وشددوا على أن إرهاق الفلاح ينعكس على الإنتاج الزراعي كله، ويؤثر على الأمن الغذائي للدولة.
رؤساء الجمعيات الزراعية: الفلاح لن يتحمل المزيد
أكد مصدر مسؤول بإحدى الجمعيات الزراعية بالمحافظة أن الأزمة مرشحة للتفاقم إذا لم يتم التدخل عاجلاً، قائلاً الفلاحون في حالة ضغط شديدة و أي زيادة تُحسب عليهم مباشرة وإذا ترك الفلاح الأرض، لن تجد من يعوضه.
وأشار إلى أن بعض المزارعين قد يلجأون لزراعة محاصيل أقل تكلفة حتى لو كانت غير مناسبة لأرضهم، فقط لتقليل الخسائر.
مطالب المزارعين
لخص المزارعون مطالبهم في عدة نقاط مراجعة فورية للإيجارات الجديدة، تطبيق زيادات تدريجية لا مفاجئة، مراعاة أسعار المحاصيل الأساسية، عقد لقاءات مباشرة مع ممثلي الفلاحين، جدولة المتأخرات لمن لم يستطع السداد.
دعم
تبقى صرخة مزارعي دفرية وقرى كفر الشيخ رسالة واضحة أن الفلاح الذي يحمل على عاتقه غذاء ملايين المصريين يحتاج إلى دعم حقيقي وليس مزيدًا من الأعباء.
وأشار المزارعون في ختام حديثهم إلى أن هيئة الأوقاف رفعت الإيجارات بنسب وصلت إلى ثلاثة أضعاف في بعض المناطق، مؤكدين أن السياسة الحالية “انتُزعت منها الرحمة”، إلى جانب رفض صرف سماد الحصة الشتوية لمن لم يسدد كامل الإيجار، ما يفاقم الأزمة ويهدد الموسم القادم.
