تأجيل محاكمة والد طفل الإسماعيلية المتهم بقتل زميله وتقطيعه بصاروخ كهربائي
أجلت محكمة جنح أول الإسماعيلية، أولى جلسات محاكمة والد المتهم بقتل زميله وتقطيع جثته بصاروخ كهربائي إلى اشلاء والتخلص منها، لجلسة 25 ديسمبر الجارى، لسداد رسم الإدعاء المدنى بناء على طلب محامى المجنى عليه .
ويأتي مثول الأب أمام القضاء في سياق القضية التي هزت الرأي العام، والمتعلقة بقتل ابنه لزميله وتقطيع جثته باستخدام منشار كهربائي "صاروخ كهربائي" والتخلص من الأشلاء في عدة مواقع متفرقة بالقرب من منطقة كارفور بالإسماعيلية.
في سياق متصل، قررت محكمة جنايات أحداث الطفل بالإسماعيلية، برئاسة المستشار خالد الديب وعضوية المستشارين محمد أبو طلب وأحمد عاطف، تأجيل نظر قضية المتهم الحدث إلى جلسة الثلاثاء الموافق 9 من الشهر الجاري، وجاء قرار التأجيل لإتاحة الفرصة للاطلاع وتقديم المستندات المطلوبة، مع استمرار حبس المتهم على ذمة القضية.
شهدت الجلسة الأخيرة مطالبات هامة من هيئتي الدفاع؛ حيث طالب محامي المجني عليه بتحويل القاتل إلى الطب الشرعي لبيان وتحديد عمره الحقيقي.
و في المقابل، طالب محامي القاتل بالتأجيل لتمكينه من الحصول على صورة رسمية من أوراق القضية والاطلاع عليها.
جدير بالذكر أن المتهم كان قد اعترف أمام المحكمة بارتكابه للجريمة بالكامل، موضحًا تفاصيل استدراج المجني عليه، وقتله، وتقطيع جثته بمنشار كهربائي قبل التخلص من بقايا الجثمان في أماكن متفرقة.
وفي تطور آخر للقضية، قررت جهات التحقيق في محافظة الإسماعيلية تجديد حبس صاحب محل الموبايلات المتورط في القضية، وتم تجديد حبسه لمدة 15 يوما إضافية على ذمة التحقيقات الجارية، وتعد هذه هي المرة الثانية التي يجدد فيها حبس المتهم، وسط تحقيقات موسعة للكشف عن كافة ملابسات وتفاصيل جريمة قتل تلميذ الإسماعيلية.
وعلى صعيد آخر بابتسامته المعهودة وخفة ظله ودع محمد والديه متجها من منزله صباح الأحد لمدرسته بحى أول بمدينة الإسماعيلية وكعادته دخل على والده طبع قبلة على خده وانطلق حاملا كتبه داخل حقيبته المدرسية ليقضى يومه الدراسى...كان يوما عاديا لدى محمد وأسرته وزملائه، لم يلاحظ أي أحد أن هناك من يتربص له وينتظر اللحظة الحاسمة لينفذ جريمته ويقتله..كانت عيون يوسف تترقب محمد طوال اليوم فى الفصل والفناء...يتحاشى النظر إليه كلما انتبه له احد كان يتعامل معه بلطف وبهدوء، انتهى اليوم الدراسى وتأخر محمد عن موعد عودته للمدرسته.
بدأ القلق يدب فى قلب والدته التى هاتفت والده أحمد واخبرته بتأخر وصول ابنهم الوحيد للمنزل...ساعات مرت ثقيلة.. بين اتصالات هاتفية والتحرك الى المدرسة والسؤال بين الزملاء ليتقصى أخبار ابنه ولكن دون جدوى.
لم يعلم أحد حتى الآن ما الذى دار بين محمد وبين يوسف حتى يقنعه لاصطحابه معه فى طريق العودة للمنزل.
مر يومين على اختفاء محمد قام الأب خلالها بتحرير محضر تغيب لنجله وجاب خلالهما الاب وجميع أفراد الاسرة الشوارع والمستشفيات لعلهم يجدون اثر لمحمد ولكن لا شىء سوى أن بعض الزملاء أكدوا أن محمد خرج من باب المدرسة مع يوسف يوم اختفائه، وهو ما دفع الأب لإبلاغ الأجهزة الأمنية بما توصل إليه وبمراجعة كاميرات المراقبة فى المنطقة المحيطة بالمدرسة تبين أنهما انطلقا سويا.
لم ينكر يوسف مع تحريات المباحث أنه خرج مع محمد من المدرسة واكد انه تركه عند مطعم فى شارع الثلاثينى وأن محمد قام باستقلال ميكروباص متوجها نحو منزله فى نفس التوقيت كانت بلاغات من أهالى وعمال نظافة تفيد العثور على أشلاء جسدية داخل كيس أسود ملقاة فى منطقة مهجورة مجمع للقمامة خلف مجمع تجارى شهير بالإسماعيلية.
وهو ما دفع رجال المباحث لربط بين ما عثر عليه وبين بلاغ تغيب الطفل وبدأت دائرة المباحث تتوسع وتم رصد كاميرات مراقبة فى أماكن متفرقة بالقرب من منزل يوسف حتى تبين أن محمد كان بصحبة يوسف يوم الأحد فى تمام الثانية ظهرا ودخل معه المنزل ولم يخرج.
تشكل فريق من البحث الجنائى وتم مهاجمة منزل يوسف يوم الثلاثاء بعد نحو ٤٨ ساعة من تغيب محمد وكانت المفاجأة وجود مفرش ملطخ بالدماء وكاب يخص محمد.
وأكدت تحريات فريق البحث أن المتهم خرج من المنزل عدة مرات حاملا أكياس سوداء وبمداهمة المنزل عثر فريق البحث على مفرش ملطخ بالدماء وكاب خاص بالقتيل، وبمواجهته اعترف المتهم بارتكابه الجريمة عقب مشادة نشبت مع القتيل أثناء تواجدهما بالمنزل، فتعدى عليه مستخدما آلة حادة «كتر» وبالضرب بـشاكوش على رأسه حتى فارق الحياة، واستخدم منشارا كهربائيا خاصا بوالده الذى يعمل نجارا لتقطيع الجثة إلى ٦ أجزاء وضعها فى أكياس سوداء وألقى منها ٤ أكياس بالقرب من مول شهير وكيسين فى مبنى مهجور بالمنطقة، مؤكدا انه استوحى طريقة تنفيذ الجريمة من أحد المسلسلات الأجنبية.
فريق النيابة العامة اصطحب المتهم لتمثيل الجريمة عدة مرات داخل منزله وفى الموقع الذى ألقى فيه الأكياس التى تضم أشلاء الطالب القتيل. وفى كل مرة يتلاحظ أن الجانى يمثل بطريقة مختلفة.
على مدار ٨ أيام ماضية لا تزال تحقيقات النيابة العامة بالإسماعيلية تكشف تفاصيل جديدة وشركاء فى القضية، مراوغة القاتل للمحققين وادعاءاته المتتالية وتغيير أقواله فى الدوافع وملابسات الجريمة تعكس اننا امام جانٍ حاد الذكاء يستمتع بما فعله ويواصل استمتاعه بسرد روايات متضاربة.
وقررت النيابة العامة حبس والد الجانى ١٥ يوما على ذمة التحقيقات لاتهامه بالتستر والاشتراك فى الجريمة كما قررت حبس صاحب محل هواتف بالإسماعيلية ١٥ يوما هو الآخر لاتهامه بإخفاء معلومات عن جهات التحقيق.
وتقول مروة قاسم السيدة الثلاثينية ابنة الإسماعيلية والتى هزت مصيبتها أرجاء مصر بمقتل طفلها وتقطيعه لأشلاء وإلقائه فى أماكن مهجورة «أنا عايزة حق ابنى، يتعدم هو واللى ساعده، مش هعيط، نارى مش هتبرد، إلا لما يتعمل فيه زى ما عمل فى ابنى، وأعرف هو عمله إيه علشان يعمل فيه كده، أنا مش متخيلة إن محمد يعرف يؤذى حد أو يزعل حد، محمد كان حنين وبيحب الناس وبيحب يساعد الناس ويحب زمايله، قلبه كان أبيض، عمره ما شال من حد ولا فيه حقد أو غل، بالعكس محمد كان وحيد، وكان بيحب زمايله وبيعتبرهم إخواته وبيتعامل عادى، كانت اللقمة بيقسمها مع أى حد معاه فى الفصل لو مش معاه سندوتشات، ويجى يقولى وأقوله جدع أخدت ثواب ويفرح، كان لو لقى حد محتاج ومعه فلوس يجرى يديله، وماشيين سوا يقولى ماما هاتى فلوس اشترى حاجة ميقوليش على الثواب اللى هيعمله، اكتشفه وأبصله وابتسم وأقول تربيتى.. حسبى الله ونعم الوكيل، أنا عايزة حق ابنى يا رب.. ولو قعدت أحكى عمرى كله مش هيكفى».