بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

يكفيه أن يعيش معذبًا

يموت بنيامين نتنياهو فى اليوم الواحد ألف مرة، وهذا ما جعله يسارع إلى تقديم طلب عفو رسمى للرئيس الإسرائيلى إسحاق هيرتسوج.

هو بالطبع لا يموت حزنًا على ضحاياه فى الحرب التى شنها طوال سنتين كاملتين على الفلسطينيين فى قطاع غزة، أو فى الضفة الغربية، ولا حتى يموت حزنًا على ضحاياه الذين سقطوا من بين الإسرائيليين طوال تلك الحرب !.. لا.. فهو يموت حزنًا على نفسه، لأنه لا يستيقظ فى أى صباح إلا ويرى السجن فى انتظاره. 

إنه إذا لم يذهب إلى السجن فى قضايا الفساد الأربع التى تلاحقه، فسوف يذهب إليه فى قضية أخرى أشد هى إخفاق حكومته فى التعامل مع هجوم ٧ أكتوبر. 

ولأن لجنة التحقيق فى مسئولية حكومته لم تتشكل بعد، فإن شبح القضايا الأربع يطارده، ولذلك أسرع يلتمس العفو فى طلب رسمى، وقيل فى وسائل الإعلام الإسرائيلية إن مكتب الرئيس أحال الطلب إلى القسم القانونى فيه، الذى سيحيله بدوره إلى دائرة العفو فى وزارة العدل، ومن بعدها سوف يتم النظر فى الأمر. 

ونحن نذكر أن الرئيس ترمب دعا إلى العفو عنه أكثر من مرة، وعندما زار تل أبيب فى طريقه إلى شرم الشيخ لتوقيع اتفاق وقف الحرب كرر الدعوة. ورغم أنه فعل ذلك من داخل الكنيست حين وقف يخطب فيه أثناء زيارته، ومن داخل البيت الأبيض عندما زاره فيه نتنياهو، إلا أن الرئيس الإسرائيلى أراد فيما يبدو أن يمشى الموضوع بطريقة رسمية بروتوكولية. 

أراد ذلك لأنه يعرف أن العفو إذا تم استجابةً لترمب، سيؤدى إلى غضب الإسرائيليين الذين لم يتوقفوا طوال الحرب عن تنظيم الاحتجاجات أمام بيت رئيس الحكومة المتهم ! 

وحتى إذا أفلت من قضايا الفساد الأربع بعفو من الرئيس، فسوف تظل قضايا أخرى تنتظره أمام المحكمة الجنائية الدولية، وقد قرأنا أكثر من مرة لأكثر من مسئول حول العالم، أن كل واحد فيهم مستعد لضبطه وتسليمه للمحكمة فى لاهاى، إذا ما لاحت أى فرصة مناسبة للضبط ومن بعده للتسليم. 

فإذا أفلت من هذه أيضًا، فلن يفلت من عقاب السماء فى الآخر، ويكفيه أن يعيش معذبًا فى يقظته وفى منامه إلى أن يتلقى عقاب السماء، لعله يذوق بعضًا مما أذاقه للفلسطينيين فى أرضهم المحتلة.