بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ديجيتوبيا.. إبداع رقمى مصرى يبنى مستقبل التكنولوجيا

بوابة الوفد الإلكترونية

25 ألف مبتكر و6500 فريق يتنافسون على جوائز تفوق 10 ملايين جنيه
وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعى يوفر حلولًا مبتكرة للرعاية الصحية والزراعة والتعليم

 

شهدت مصر مؤخرًا حدثًا بارزًا فى عالم الابتكار الرقمى، مع احتفالية ختام النسخة الأولى من مسابقة ديجيتوبيا DIGITOPIA، أكبر مسابقة معلوماتية على مستوى الجمهورية، بحضور الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المسابقة، التى انطلقت فى أغسطس الماضى، جاءت بهدف اكتشاف المواهب المصرية فى مختلف الأعمار من 10 إلى 35 عامًا، ومنحها منصة للتنافس على ابتكار حلول رقمية مبتكرة لمعالجة التحديات المجتمعية.
تستند «ديجيتوبيا» إلى رؤية واضحة، حيث تجمع بين مفهومى «ديجيتال» و«توبيا»، ليصبح اسمها رمزًا للمدينة الرقمية الفاضلة التى تجمع بين الفكر الإبداعى والتكنولوجيا، فى كلمته خلال الحفل، أوضح طلعت أن «ديجيتال» تعكس التحول الرقمى الذى تشهده مصر فى مختلف المجالات، بينما «توبيا» كلمة لاتينية تعنى المدينة النموذجية، لتجسد المسابقة الهدف من بناء مجتمع رقمى متكامل يعتمد على الابتكار التكنولوجى لخدمة الإنسان والمجتمع. وأضاف الوزير أن المسابقة تمثل بداية حقيقية لإعداد أجيال من المبدعين فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتعزيز روح الابتكار لديهم بما يخدم مستقبل مصر الرقمى.
ركزت المسابقة على ثلاثة مسارات رئيسية تعكس واقع ومستقبل التكنولوجيا، وهى: حلول البرمجيات والذكاء الاصطناعى، والأمن السيبرانى، والألعاب والفنون الرقمية، وأوضح طلعت أن مسار الذكاء الاصطناعى يتيح القدرة على تحليل البيانات الضخمة وإنتاج حلول مبتكرة فى مجالات عدة مثل الرعاية الصحية والزراعة والطاقة والتعليم، بينما يأتى الأمن السيبرانى ليحمى هذه البيانات التى أصبحت ثروة للدول والأفراد.
أما الألعاب والفنون الرقمية فتمثل التعبير الإبداعى الذى يحول الأفكار إلى واقع نابض بالحياة، حيث تعكس الألعاب الرقمية والفنون التفاعلية قدرات الشباب على توظيف التكنولوجيا بشكل ممتع وفعال، وشدد الوزير على أن الإنسان سيظل القائد الحقيقى للتكنولوجيا، إذ إن العقل البشرى هو من يوجه هذه الأدوات لخدمة الإنسانية ورفع مستوى رفاهية المجتمع.
شهدت المسابقة مشاركة واسعة، حيث انطلقت بمشاركة أكثر من 25 ألف مبتكر من مختلف محافظات الجمهورية، تم تنظيمهم فى أكثر من 6500 فريق، خاضوا مراحل متعددة شملت تقديم الأفكار، تطويرها، والتصفيات النهائية التى ضمت 72 فريقًا بواقع حوالى 300 متسابق، بمعدل 24 فريقًا لكل مسار، وقد تم تقسيم المشاركين إلى أربع فئات عمرية لتوفير بيئة تنافسية مناسبة لكل مرحلة، بدءًا من طلاب المرحلة الابتدائية فى فئة «مستكشف الأثر»، مرورًا بطلاب المرحلة الإعدادية والثانوية فى فئة «صانع الأثر»، وطلاب الجامعات فى فئة «مبتكر الأثر»، وانتهاءً بالخريجين ورواد الأعمال ضمن فئة «قائد الأثر» حتى سن 35 عامًا.
أبرز الحفل أيضًا روح المنافسة العالية والإبداعية التى أظهرها المشاركون، حيث أكد الدكتور طلعت أن جميع المتسابقين هم فائزون بما اكتسبوه من خبرات عملية ومهارات جديدة، بالإضافة إلى تكوين صداقات مع زملائهم المبدعين، وفى سياق الاحتفالية، تم تكريم الفرق الفائزة بالمراكز الستة الأولى، وحصلت الفرق على جوائز مالية وعينية تجاوزت قيمتها 10 ملايين جنيه، شملت الجوائز الكبرى التى تصل إلى مليون جنيه لكل مسار، بالإضافة إلى الجوائز الأخرى لباقى الفرق.
فى مسار حلول البرمجيات والذكاء الاصطناعى، حصدت فرق «أبطال البيئة الرقمية» و«مايندلينك» و«قادرون» و«تحدى الإرادة» المراكز الأولى حسب الفئة العمرية، أما فى الأمن السيبرانى، فازت فرق «أبطال الوعى» و«حراسة السيستم» و«نازويل» و«وايت ماتر»، فيما حققت فرق «تكنو برو« و«البنات الثلاثة» و«بلا أجنحة» و«كان» المراتب الأولى فى مسار الألعاب والفنون الرقمية، كما تم تكريم شركاء النجاح من الجهات والمؤسسات تقديرًا لدعمهم المتميز للمسابقة، من بينهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، وشركات هواوى وسيسكو والمصرية للاتصالات وأورنج وفودافون.
وقدمت المشروعات الرقمية التى أبدعها المشاركون حلولًا مبتكرة ومتنوعة، ففى مسار البرمجيات والذكاء الاصطناعى، قدمت الفرق حلولًا فى التعليم الذكى ومحو الأمية، ودعم ذوى القدرات الخاصة، بالإضافة إلى حلول الرعاية الصحية عن بُعد، والزراعة الذكية، والمنازل الذكية، وأنظمة التحكم فى شبكات الغاز وحجز العيادات الطبية.
أما مشروعات الأمن السيبرانى، فركزت على حماية التطبيقات والمؤسسات من التهديدات الإلكترونية، وتمكين الشركات من إدارة المخاطر والحوكمة والامتثال، فى حين عكست مشروعات مسار الألعاب والفنون الرقمية هوية مصرية قوية، من تعزيز القيم الأخلاقية والوعى البيئى إلى استكشاف التاريخ المصرى والحفاظ على التراث، وإنتاج ألعاب رقمية تفاعلية تعكس الثقافة الوطنية والإبداع الشبابى.
كما أكد المسئولون والشركاء الدوليون أهمية المسابقة فى تعزيز الشمولية وتمكين الشباب والفتيات وذوى الهمم، حيث أوضحت تشيتوسى نوجوتشى، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى مصر، أن هذه المبادرة تمنح الجميع فرصة متساوية للتدريب والإرشاد والقيادة، وتعد مثالًا على دور التحول الرقمى فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتضمنت فعاليات الاحتفالية جلسة حوارية تحت عنوان «شركاء التمكين الرقمى»، ناقشت معايير اختيار الكفاءات الشابة وآليات تمكين الشباب المصرى للتنافس عالميًا فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وشارك فى الجلسة كبار المسئولين التنفيذيين من شركات رائدة مثل سيسكو، هواوى، وIT Valley، وأدارتها رنا حتة، معاون وزير الاتصالات للشؤون الفنية، مع عرض كلمات مسجلة لشركاء التمكين الرقمى من شركات الاتصالات الكبرى مثل المصرية للاتصالات، أورنج، وفودافون، وإى آند مصر.
أقيمت فعاليات المسابقة تحت إشراف هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، والمعهد القومى للاتصالات، ومعهد تكنولوجيا المعلومات، وجامعة مصر للمعلوماتية، بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين، وضمت لجنة تحكيم أكثر من 100 خبير ومتخصص يمثلون وزارة الاتصالات، الأكاديميات، الشركات المحلية والعالمية، والمنظمات الدولية، لضمان النزاهة والتقييم الموضوعى لمشروعات المتسابقين.
وفى ختام الاحتفالية، بدا واضحًا أن «ديجيتوبيا» ليست مجرد مسابقة، بل منصة شاملة للإبداع الرقمى، تجمع بين العلم والعمل والفن، وتفتح أمام الشباب المصرى فرصًا غير محدودة لتطوير مهاراتهم وصقل خبراتهم والمساهمة فى بناء مجتمع رقمى متكامل، هذه النسخة الأولى أثبتت نجاحها فى تعزيز روح الابتكار، ووضع الأساس لمستقبل رقمى واعد فى مصر، يجعل من الشباب والمواهب الوطنية قادة التكنولوجيا والإبداع فى المنطقة والعالم، ليصبح «ديجيتوبيا» بحق المدينة الرقمية الفاضلة التى تحتضن العلم والإبداع والتكنولوجيا لخدمة الإنسان والمجتمع.