شواكيش
زى ما هقولك كده
عصافير البشر إزاى تكتشفهم فى هذا الزمان؟! أجاوبك زى ما هقولك كده: فمن خلال خبرتنا المُباشرة داخل بيئات العمل المختلفة على مدار سنوات طويلة، اكتشفنا أن «الشخص العصفورة» لديه عبارة شهيرة ألا وهى «عيب عليك»! فهى عبارة نسمعها دائمًا من الشخص «العصفورة» بعدما تذيع له سرًا على الرغم إنك حذرته بأن ما قلته سرًا، فإنه بمجرد سماعك تلك العبارة الكاشفة، فلا تقلق فإن سرك خلال دقائق سيكون على ألسنة زملائك فى المؤسسة، على طريقة ميكرفون فضائح الشيخ «حسنى» فى فيلم «الكيت كات»!
< دعونا نتفق أن الشخص «العصفورة» يتم اختياره من قِبل رئيسه فى العمل على أسس معينة، حيث لديه مواصفات محفوظة ومسجلة لكل زملائه، فهو شخص ظريف، خفيف الظل، ابن نُكتة، يتمتع بالعفوية، ويُجيد فن استدراج زملائه لإفشاء أسرارهم، والسعى والبحث دائمًا عن توافر المعلومات لديهم وسرعة توصيل تلك للمعلومات فى التو واللحظة إلى مديره-ولى نعمته- الذى يقوم الأخير بفلترة تلك المعلومات فى الحال، واستخلاص حقيقة ما يدور داخل مؤسسته التى يترأسها!
< هذا النوع من «العصافير» لن ينقرض أبدًا، ففى كل بيئة عمل، غالبًا ما نجد الموظف «العصفورة» الذى يعرف كل شيء عن الجميع. هذا الشخص دائمًا يتحرك بكل أريحية داخل مؤسسة العمل، يُراقب الأحداث المتلاحقة أولًا بأول، ويجمع الأسرار «الطازة» عن زملائه ومراقبة سير دولاب العمل، ويبث تفاصيل تلك الأسرار فى كل اتجاه، كأنه وكالة أنباء متنقلة!
< دعونا نتفق أيضًا أن الشخص «العصفورة» لا يقدم خدمات التجسس على زملائه إلا بمقابل، فهو يتمتع ببعض المميزات مثل الحضور والانصراف بدون قيود، والحصول على أعلى درجات التقييم الوظيفى، وطبعًا المكافآت والحوافز، والمثير للدهشة أن شخص «العصفورة» يقنع الجميع من حوله، أنه أقوى شخص داخل بيئة العمل، باعتباره الشخصية المؤثرة على قرارات أصحاب السُلطة والفرمانات الانتقامية!
< الشخص «العصفورة» أصبح للأسف لفظًا سيئ للغاية، فالعديد من المُديرين «الضعفاء» وغير الواثقين من أنفسهم، يستخدمون «العصافير» لنقل أخبار الموظفين لديهم، فى صفقة سرية غير متكافئة، تجلب المزايا المادية والوظيفية لـ«العصفور» الطائر بين أروقة ومكاتب زملائه العاملين للتجسس عليهم، وتكمن مهمته الأساسية سُرعة الإبلاغ الفورى لــ «البيه المدير»، مع بعض «التحابيش الذونبجية» الساخنة التى قد تؤثر على المدير المتلقى وتزويده بشُحنة انفعالية تنعكس أثرها مباشرة على الضحية المُستهدفة!
< هذا النوع من «عصافير البشر» سيظل ينمو ويترعرع ويعتلى المناصب إلى أن يأتى دوره فى القيادة، فيجد نفسه خارج حسابات رؤسائه لأنه خاوى الفكر وعديم الضمير، ولا يملك أدنى درجات الذكاء ولا ذرة من فن القيادة فيسقط فى أول اختبار، لأنه عاش طيلة حياته متنقلًا بين فروع أشجار الذنوب والنميمة!
شَوْكَشَة الأسبوع
نحن نعيش فى زمن «ورد وشكولاتة».. وعلى رأى السندريلا: «الشكولاتة ساحت، راحت مطرح ما راحت».. وعجبى عليك يا زمن!!