بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رؤية

هيبة المعلم

قم للمعلم وفّه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولاً، ومن علمنى حرفاً.. إلخ من الحكم والقواعد التى تربينا عليها لدرجة أننا كنا نخشى أن نسير أو نتواجد فى مكان يوجد به أحد معلمينا خارج المدرسة. فكان احترام المعلم مثل ظله، بل يسبقه كثيراً وكنا نعتبره بمكانة الأب خارج بيوتنا.

هيبة المعلم كانت محفوظة داخل وخارج المدرسة، ولم يتجرأ أحد أن يرفع عينيه فى وجه المعلم، لأن الانضباط كان فى المنزل قبل المدرسة، وكان هناك ثواب وعقاب، كانت المنظومة الانضباطية متكاملة، كان ولىّ الأمر يتابع سلوك ابنه، وكان المعلم يستدعيه إذا لزم الأمر.

هناك أسباب كثيرة أدت إلى ما نعانيه الآن من سلوك مشين فى المدارس والمنازل وظهور أحداث لم نكن نعهدها فى مجتمعنا بعد أن انهارت القيم واختفت الأصول ولم يعد هناك قدوة.

التربية باتت منعدمة فضاعت هيبة الأب، وتبعثرت معها هيبة المعلم، فكان الانحلال والسلوك غير السوى النتيجة الحتمية لأجيال كاملة.. ونقرأ يومياً أحداثاً غير مألوفة تتنافى مع كل الأديان. تحدث داخل الأسر المصرية من الأبناء وكلها أمور مفجعة لأجيال السوشيال ميديا الذين غابت عنهم التربية والتعليم والاحترام والأصول وكل ما كان جميلاً.. وهنا تجدر الإشارة إلى واقعتين مؤسفتين.

الأولى، ما حدث فى مدرسة عبدالسلام المحجوب الرسمية للغات بإدارة شرق الإسكندرية بعد قيام الطلاب بالاعتداء على إحدى المدرسات داخل غرفة المدرسين وهو لن يكون الأخير، وسبقتها بأيام واقعة مدرسة «سيدز» التى شهدت اعتداء على براءة الأطفال وسيتكرر مرات ومرات طالما لم يكن هناك رادع لهؤلاء.

ماذا ننتظر من أمثال هؤلاء، وماذا سيقدمون لمصر، وهل أصحاب هذا السلوك غير السوى سيخرج لنا من بينهم طه حسين ونجيب محفوظ والشيخ الشعراوى وأحمد زويل وغيرهم من العلماء والأدباء الذين تعلموا فى زمن الانضباط والقدوة؟.

وحسناً ما فعله الرئيس السيسى بعدم السماح لأحد بالالتحاق بالحكومة، إلا بعد اجتيازه دورة تأهيل وتدريب لمدة ستة أشهر بالأكاديمية العسكرية سواء فى التربية والتعليم أو الخارجية أو الأوقاف أو غيرها.

ولا شك أن هذا القرار يسهم بشكل كبير فى بناء الشخصية القيادية التى نحن فى أمس الحاجة إليها لإعادة هيبة المعلم، فهى بمثابة بداية إصلاح للتعليم، ووضع حد لظاهرة الانفلات التى نالت من المجتمع بأكمله، وأحدثت خللاً سلوكياً لدى التلاميذ نتيجة غياب الانضباط الأسرى وردع المدرسة.

ويبقى على وسائل الإعلام أن تؤدى دورها فى نشر الوعى بين الطلاب وإطلاق حملات توعية لتعديل سلوكيات الطلاب داخل المدارس. أيضاً هناك مسئولية كبرى تقع على عاتق رجال الدين لتفعيل مادة التربية الدينية ونشر القيم والأخلاق والمفاهيم الصحيحة لضمان احترام المعلم ودور العلم.

نحن بحاجة ماسة إلى عودة الانضباط داخل البيوت والمدارس، ويجب على أولياء الأمور أن يُعلّموا أبناءهم أن للمعلم هيبة، وأن احترامه أساس العلم وعلى يديه كان اسم الوزارة يليق برسالتها فكانت التربية قبل التعليم.