بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

اتجاه

السيناريو «السورى» لعودة «بشار»!

< فيما تبتليه الدولة السورية، من انهيارات واسعة فى مجتمع الطوائف والمكونات السياسية والعرقية، لم يعد هناك من سكوت، على ما تنتهجه السلطة الدينية، هيئة تحرير الشام، وزعيمها أبو محمد الجولانى «أحمد الشرع»، من عمليات تغييب متعمد للشعب السورى، عن المشاركة فى تسيير الفترة الانتقالية، والتعامل بـ»ديكتاتورية» مطلقة، فى مواجهة الاستحقاقات الوطنية هناك، وتثبيت رغبته الجامحةـ فى أن يكون حاكم الدولة، وربما نجح فى بداياته، عل حساب تدمير المؤسسات الوطنية، والتنازلات المتتالية عن سيادة البلاد، لنفوذ قوى أجنبية، حتى تضمن له البقاء فى السلطة منفرداا، وقرارات منفردة، ودون مشاركة السوريين.

< الذى ينبغى على السوريين فعله، أن يعملوا على سيناريوهات عدة، لاستعادة الدولة «العربية» السورية، وتخليصها من سلطة الحكم»الإرهابى»، ربما أكثر هذه السيناريوهات، فى الداخل، استلهام تجربة عزت الدورى فى العراق، الذى تمكن من لملمة رجال الجيش، بعد حل الاحتلال الأمريكى المؤسسة العسكرية، عقب غزو 2003، وما تبقى من أعضاء حزب البعث، وظل على مدى 17 عاماّ، عامل قوة»متخفية»، تهدد الأمريكيين من ناحية، وتهدد أيضاّ، بنسف أى فرصة استقرار من ناحية أخرى.. وفى الخارج، الإعداد لتشكيل حكومة فى المنفى، على غرار حكومة المعارضة، فى العاصمة التركية «أنقرة».. وفى محافظة «إدلب» السورية.

< وسيناريو حكومة المنفى، الأكثر واقعية وتنفيذاّ، وتحدث عنه مراقبون، أن يتولى الرئيس بشار الأسد»نفسه»، من العاصمة الروسية»موسكو«، تشكيل الحكومة السورية فى المنفى، تتواصل مع أبناء سوريا الوطنيين، من قيادات وكوادر عسكرية وسياسية، تناوئ سلطة «الشرع» الإرهابية، التى يتوقع هؤلاء المراقبون، عدم قدرتها على ضمانة الاستقرار والاستمرار، ليس فقط بسبب الضغوطات الدولية، وإنما بسبب طبيعة حكم»هيئة تحرير الشام»، القائم على القوة الأمنية، من دون بنية دولة كاملة، ومثل هذه النماذج فى السلطة، يصعب أن تصمد أمام ما يجرى من أزمات اقتصادية، والانفلات الأمنى والاجتماعى المتفاقم هناك.

< لو جرى الإعداد، لأن تقوم حكومة المنفى فى الخارج، وأن تتهيأ الساحة السياسية فى الداخل، تعيد الرئيس»بشار» إلى سوريا، فى هذه الحالة القابلة للتحقيق، ربما تحوز على تفاهم إقليمى- دولى، يقبل إعادة الحكم لـ»بشار»، لكن ليس بسلطة مطلقة، وإنما بإنتاج وجوده بصيغة رمزية أو انتقالية، مثل «صيغة توافق» تمنع الإنهيار الكامل للدولة السورية، وعودة «بشار» بهذه الصيغة، لن تكون تقليدية، طالما التوازنات الجديدة، لا تقبل بإعادة إنتاج أو حتى ترميم نظامه السابق، إلى وضعه قبل الانهيار، فى 8  ديسمبر الماضى، إنما بحكومة شخصيات سياسية ومعارضة، لمرحلة انتقالية تنتهى بانتخابات برقابة دولية، يكون فيها»بشار» ضمانة استقرار، وليس رئيسا بسلطات واسعة.

< هذا السيناريو، حتى لو كان صعباّ، يظل المخرج المتاح للسوريين، فى مرحلة شديدة الاضطراب، فى بلدهم الذى أنهكته الحرب والانقسام، وأظن أن الحلفاء التقليديين، وفى المقدمة منهم روسيا وإيران، لن يتخلوا كليا عن آخر حلفائهم، فى منطقة استراتيجية لمصالحهم وأمن بلادهم القومى، وعلى الجانب الآخر، قد يجد الغرب فى عودة الرئيس»بشار» على رأس حكومة جديدة- وفق التفاهمات- أن يكون «الشر الأقل»، قياسا على خطر التوسع فى سلطة «هيئة تحرير الشام»، الجماعة المصنفة وزعيمها»الجولانى»، على قوائم الإرهاب حول العالم.. فى المحصلة والضرورة، هذا هو السيناريو الأقرب واقعيا، من سيناريو عسكرى أقل ترجيحا، على ضوء تعقيدات الداخل السورى.

 

[email protected]