ذاكرة العقيلات.. ليلة ثقافية تناقش «فيلق الإبل» للروائي أحمد السماري
ليلة ثقافية مميزة، شهدها حي الحمراء في الرياض بالمملكة العربية السعودية، جمعت بين السرد والتاريخ والمكان، خلال أمسية أدبية ناقشت رواية «فيلق الإبل» للروائي أحمد السماري، وجاءت بعنوان «ذاكرة العقيلات… ورحلة الحاج علي».

الأمسية نظّمها نادي وسم الثقافي في فعالية احتفت بجماليات السرد وقدرته على استعادة الذاكرة وإضاءة مسارات الهوية.

حضر اللقاء نخبة من الأدباء والمثقفين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي، وأدارته أمل الخطيب بحسّ أدبي رفيع، عبر حوار مفتوح مع السماري تناول نشأة فكرة الرواية وتطورها منذ لحظتها الأولى وحتى اكتمالها، وصولًا إلى البعد التاريخي لسيرة «العقيلات» وما تختزنه من دلالات إنسانية تتجاوز حدود المكان والزمان.
وتوقف السماري عند شخصية «الحاج علي» بوصفها مركز الثقل في الرواية، ونموذجًا إنسانيًا يعبر بين الأمكنة محتفظًا بجذوره. وأكد أن العمل يقدّم رؤية جديدة لقراءة التاريخ عبر السرد، باعتباره أداة تعيد ترتيب الوعي وتصنع صوتًا حيًا للذاكرة. وقال في جملة لاقت تفاعلًا من الحضور:
«لا وجود لتاريخ بلا سرد؛ فالسرد هو الذي يمنح الأحداث ترابطها، ويحوّل الوقائع المبعثرة إلى قصة مفهومة».

أجواء مقهى شفل أضفت على الأمسية بعدًا حميميًا؛ إذ تداخل دفء المكان مع نسمات الخريف ورائحة القهوة، لتبدو الجلسة كمساحة حوار مفتوحة بين النص وقرّائه، تنبض بحكايات السفر والبحث والذاكرة.
وشهدت الأمسية مداخلات ثرية من الحضور، أكدت عمق التجربة السردية للرواية وقدرتها على طرح أسئلة الهوية بلغة معاصرة تستحضر الماضي في صيغة جديدة. كما أشاد المشاركون بالتنظيم المتقن لنادي وسم الثقافي، ودوره في تقديم مشهد ثقافي نوعي يتجاوز الشكل التقليدي للندوات.
وفي ختام اللقاء، قدّم عبدالرزاق كسّار، مشرف نادي وسم الثقافي بالرياض، درعًا وشهادة تقدير للروائي أحمد السماري، احتفاءً بمساهمته في إحياء الأمسية وتحويلها إلى تجربة سردية نابضة بالمعنى.
كانت ليلة مختلفة؛ اختلط فيها صوت القوافل القديمة بنبض المدينة الحديثة، وتحولت فيها الرواية إلى رحلة بحث عن الوعي، تتجاوز حدود الحكاية نحو آفاق أوسع من التأمل والهوية.