بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

علي جمعة: الكون يسير بأمره سبحانه من غير لا حول ولا قوة

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هذا الكونُ ملكُ الله تعالى، والذي يرتِّبه ويرسم أحداثَه هو الله، عقيدةٌ مرتبطةٌ بخُلُقَيْ  التسليمُ والرِّضا، وهذا يترتَّب عليه الرَّحمة، والهدوءُ النفسي،  والتوكُّلُ على الله سبحانه وتعالى، كما يترتَّب عليه أيضًا شكرُ الله سبحانه وتعالى، وتعظيمُ النعمة التي أنعم اللهُ علينا بها، وألَّا تُخالِف إرادتُك إرادةَ الله سبحانه وتعالى.

سير الكون تحت مشيئة الله وسلطانة بغير حول ولا قوة 

وأوضح جمعة أن الكون كله من خيرٍ أو شرٍّ، ومن نفعٍ أو ضُرٍّ، يسير تحت مشيئة الله تعالى وسلطانة، بغير حول ولا قوة من الإنسان.

وأدكد أن أساسُ العلاقةِ بيننا وبين اللهِ –عزَّ وجلَّ– قائمٌ على «لا حول ولا قوة إلا بالله»، التي تُفيد حُسنَ التوكُّل على الله، وأنه لا يكون في كونه إلا ما أراد سبحانه، فيحدُث لك تسليمٌ بأمر الله: سواء أكان أمرًا كونيًّا، فلا تهتزُّ أمام المصائب والبلايا، أو أمرًا شرعيًّا، فلابد أن تطيع ربك وأن تُرضِيَه وأن تعود إليه.

أهمية لا حول ولا قوة إلا بالله بالشرع

وأوضح أن العلاقة بين المسلم وبين الله تحتاج إلى تجديدٍ وتغييرٍ على أساس «لا حول ولا قوة إلا بالله»؛ فهي التي تقودك إلى التوكُّل، فالتسليم، فالرضا عن الله سبحانه وتعالى، {رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}، فحينئذٍ ينظر الله إليك بنظر التأييد والمعونة والعطاء. اللهُ تعالى خلقك وهو يحبك ويرحمك، وأرسل إليك نبيَّه ﷺ رحمةً للعالمين، فالعلاقة بينك وبينه ليست مخيفة، بل هي مضيئةٌ منيرةٌ جميلةٌ، والرهبةُ من الله تكون من خلال حبِّه وتعظيمِه سبحانه وتعالى، فكن حيثُ أمرك الله.

وأضاف أن الإنسان ينسى، والذِّكرُ هو الذي يقرِّبه من الله، ويجعله مستوعبًا لمعنى «لا حول ولا قوة إلا بالله»، قال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}، فأمرنا الله تعالى بالذكر وبالتذكير، حتى تتذكَّر أن «لا حول ولا قوة إلا بالله»، وأن الأمر ليس بيدك، ولا من علمِك ولا من قدرتك، وإنما هو بالله ومن الله وإلى الله.

لا حول ولا قوة إلا بالله
وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال لي رسولُ الله ﷺ: «أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ؛ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ». فهذه الكلمة العظيمة تدلُّ على حقيقة وجود الإنسان في الأرض، وحقيقة سعيه فيها، وأنه عبدٌ فقيرٌ لا يقوم بشيءٍ إلا بعون الله وتوفيقه.

وأكد الدكتور علي جمعة أن «لا حول ولا قوة إلا بالله» ليست كلماتٍ تُرصُّ بجوارِ بعضِها بعضًا، بل هي منهجُ حياةٍ ومنهجُ تغيير.