هل يجازى العبد على أعماله في الدنيا أم يحاسب عليها في الآخرة
هل يجازى العبد على أعماله في الدنيا أم يحاسب عليها في الآخرة سؤال يسأل فيه الكثير من الناس فأجاب الدكتور احمد ربيع عميد كليه ا لدعوة الاسبق وقال إن الجزاء الحقيقي على أعمال العباد يكون في الآخرة؛ لأنها هي دار الجزاء المحض، ولكن قد يجزى العبد على بعض عمله في الدنيا قبل الآخرة، سواء كان ذلك في جانب الحسنات أم السيئات.
أما السيئات فقد يعجل الله عقوبتها في الدنيا فيكون ذلك بالنسبة للمؤمن كفارة، قال الله تعالى:وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}، وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها. وأما بالنسبة الكافر فلا يكفر عنه بذلك ولكن قد يكون تذكرة له لعله يرجع عن الكفر إلى الإيمان فإن لم يتذكر ويرجع حتى مات أذاقه الله العذاب الأكبر الذي لا ينقطع، قال الله تعالى: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {السجدة:21} .
أما الحسنات فإن المؤمن يعطى على حسناته في الدنيا ويجزى بها في الآخرة الجزاء الأوفى ، وأما الكافر فإنه تعجل له حسناته في الدنيا فقط، وليس له في الآخرة من نصيب؛ فقد روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال : إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها. وروى الطبراني في الأوسط أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة في الدنيا، وأما المؤمن فإن الله عز وجل يدخر له حسناته في الآخرة ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته.
وأما الصدقة فلا شك أنها من صنائع المعروف التي ورد فيها أنها تقي صاحبها مصارع السوء، فقد روى الطبراني وغيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر". حسنه الألباني. و في سنن البيهقي أنه - صلى الله عليه وسلم- قال: "داووا مرضاكم بالصدقة". وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير.
وأما الزنا فلا شك أنه من المعاصي المشؤومة التي قد تسبب لصاحبها الفقر والضنك وضيق العيش.. روى الإمام أحمد وغيره مرفوعا: "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه". ومع هذا فإن ما اشتهر على ألسنة الناس من قولهم " بشر الزاني بالفقر ولو بعد حين" فإنه ليس بحديث كما قال العجلوني في كشف الخفاء.