بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هل يجوز إطلاق اسم "البخاري" على الشركات؟.. دار الإفتاء توضح

بوابة الوفد الإلكترونية

في ظل تنامي استخدام الأسماء التراثية والدينية في مجال العلامات التجارية، تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا حول جواز تسمية شركة باسم "شركة البخاري"، خاصة مع تسجيل العلامة تجاريًا وتمتعها بالحماية القانونية.

 

العلامة التجارية.. تعريف لغوي وقانوني

بدأت دار الإفتاء فتواها بتوضيح مفهوم العلامة التجارية من منظور لغوي وشرعي وقانوني، فالعلامة في اللغة هي: السِّمة أو الإشارة التي يُستدل بها على شيء، كما ورد في كتب التراث مثل "المحكم والمحيط الأعظم" لابن سيده و"المعجم الوسيط". أما قانونيًا، فقد عرّف قانون حماية الملكية الفكرية المصري العلامة التجارية بأنها كل ما يميّز سلعة أو خدمة عن غيرها، سواء كانت أسماء أو رموزًا أو رسومات أو مزيجًا من هذه العناصر.

ويشير التعريف القانوني إلى دور العلامة التجارية في تمييز المنتج أو الخدمة وفي الدلالة على المصدر أو النوع أو المستوى أو طريقة التحضير، مع اشتراط أن تكون العلامة مدركة بالبصر.

 

هل يجوز استخدام اسم "البخاري"؟.. الفتوى تشرح القاعدة الشرعية

توضح دار الإفتاء أن اسم "البخاري" في أصله نسبة إلى مدينة بخارى في أوزبكستان، وهي المدينة التي خرج منها الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، صاحب "صحيح البخاري" وأحد أعظم أئمة الحديث عبر التاريخ الإسلامي.

وتشرح الفتوى أن الأصل في الأسماء الإباحة، سواء كانت للأشخاص أو الأماكن أو الشركات أو العلامات التجارية، طالما لم يرد نص شرعي يمنعها. ومن الأسماء الممنوعة مثلًا:

الأسماء المختصة بالله تعالى

الأسماء السيئة أو المذمومة

ما يحمل معاني انتقاص أو إساءة

أما إطلاق اسم عالم من العلماء أو صالح من الصالحين على شركة أو مؤسسة فهو جائز شرعًا، خاصة إذا كان الهدف التيمّن أو التبرك أو إحياء ذكرى العلماء، وهو ما أشار إليه الإمام الماوردي في كتابه "نصيحة الملوك".

وتؤكد دار الإفتاء أن اسم "البخاري" عند إطلاقه ينصرف تلقائيًا إلى الإمام الجليل صاحب "الصحيح"، وهو من كبار أئمة الأمة، ولا يوجد مانع شرعي يمنع استخدام اسمه ما دام الاستخدام محترمًا ولا يحمل إساءة أو امتهانًا.

 

استحضار مكانة الإمام البخاري في الوعي الإسلامي

تخصّص الفتوى جزءًا لبيان مكانة الإمام البخاري الذي لُقِّب بـ"إمام أهل الحديث"، ومن أبرز صفاته كما ذكرها الحاكم النيسابوري:"هو إمام أهل الحديث بلا خلاف بين أهل النقد."

وتشير الدار إلى أن إطلاق اسمه على شركة قد يرتبط لدى البعض بـالتكريم والاقتداء بأهل العلم، وهو معنى محمود في ذاته ولا يتعارض مع روح الشريعة.

 

الضوابط القانونية.. شرط أساسي لضمان المشروعية

مع تأكيد الجواز الشرعي، تشدد الفتوى على ضرورة الالتزام الكامل بالقوانين المنظمة للعلامات التجارية، سواء في تسجيل الاسم أو طريقة استخدامه، باعتبار أن احترام القانون من مقاصد الشرع في حفظ الحقوق وعدم الاعتداء على الملكيات الفكرية.