جنوب إفريقيا تواجه عقوبات «ترامب» وترد على محاولات الإهانة الدولية
تصاعد الخلاف الدبلوماسى بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا بعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن بلاده لن تدعو جنوب إفريقيا لحضور قمة مجموعة العشرين فى ميامى عام 2026، معتبرًا ذلك إجراءً عقابيًا على رفض الحكومة الجنوب أفريقية تسليم رئاسة القمة لممثل أمريكى خلال حفل الختام فى جوهانسبرج.
كرر ترامب مزاعم واسعة الانتشار حول ما أسماه «قتل البيض» فى جنوب إفريقيا، وهو ما رفضته الحكومة الجنوب أفريقية واعتبرته معلومات مضللة. وكتب ترامب على منصة «تروث سوشيال» أن جنوب إفريقيا أظهرت للعالم أنها «ليست دولة تستحق العضوية فى أى مكان»، مشيرًا إلى أنه سيوقف جميع المدفوعات والدعم للبلاد اعتبارًا من الآن.
وكان ترامب قد أعلن فى فبراير الماضى عن وقف المساعدات لجنوب إفريقيا، متهمًا الحكومة بالتمييز ضد الأقلية البيضاء من الأفريكانيين والتحريض على العنف ضد المزارعين البيض، إضافة إلى مصادرة الأراضي، وهو ما تنفيه الحكومة جنوب الأفريقية معتبرة أن مصادرة الأراضى تتم وفق القانون وبشروط محددة، وأن معدل الجريمة المرتفع يؤثر على جميع السكان بلا استثناء.
وردت رئاسة جنوب إفريقيا على تصريحات ترامب بوصفها «مؤسفة»، مؤكدة على سيادة الدولة وحقها فى عضوية مجموعة العشرين، وأنها لن تقبل بالإهانات أو التشويهات تجاه مكانتها وقيمتها فى المنصات العالمية. وأوضحت أن منح رئيس البلاد، سيريل رامافوزا، رئاسة القمة رمزيًا لدبلوماسى أمريكى مبتدئ كان خرقًا للبروتوكول، مؤكدة نجاح القمة فى تعزيز التعددية والتصدى لقضايا مثل تغير المناخ وعدم المساواة بين الجنسين، التى تتجاهلها إدارة ترامب.
وتستمر إدارة ترامب فى تكرار مزاعم كاذبة عن معاملة جنوب إفريقيا للأقلية البيضاء، رغم أن البيانات الرسمية تشير إلى أن فى الربع الأخير من 2024 سجلت الشرطة 12 جريمة قتل فى المزارع من بين حوالى 7000 جريمة قتل فى أنحاء البلاد، مع استمرار تركيز ملكية الأراضى الخاصة فى أيدى الأقلية البيضاء، وإعادة المحاكم بعض الأراضى للمالكين السود بعد إجراءات قانونية طويلة.
وقالت جنوب إفريقيا إن هذه الإجراءات العقابية الأمريكية تتجاهل جهود رامافوزا وإدارته لإعادة ضبط العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، مؤكدة أنها لن تُهين أو تُسيء إلى أى دولة أخرى، وأنها ستواصل الدفاع عن سيادتها وحقوق مواطنيها فى المحافل الدولية.