بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كنوزالوطن

بين الصمت والضجيج.. فنان ينسج وعى الجمهور!

فى عصر يموج بالضوضاء الإعلامية، وتتصارع فيه الروايات، وتتهاوى فيه الحقائق تحت وطأة الأخبار الكاذبة.. يبرز فنان الصوت الهادئ، ذلك الساحر الذى يحمل مصير المؤسسة بين كلماته.. المتحدث الإعلامى.

إنه ليس مجرد «ناطق» أو «موظف علاقات عامة»، بل هو مهندس الوعى، وحارس السمعة، وبطل الأزمات الخارق الذى يقف على خط النار فى لحظات الحقيقة.

عندما تدق ساعة الصفر.. يبدأ عرضه الاستثنائى

تخيلوا معى هذا المشهد: أزمة طارئة، إعلام يلهث خلف أى خبر، جمهور قلق، وشائعات كالنار فى الهشيم.. هنا يظهر المتحدث الإعلامى ليس كمنقذ فحسب، بل كـ«طبيب جراح» يدير عملية دقيقة لإنقاذ سمعة المؤسسة.

إنه يمسك بمشرط الكلمة الدقيقة، وخيط التفاصيل الشفاف، وإبرة الحقائق الثابتة.. ليجرى عملية «ترميم الثقة» فى أحلك الظروف.

لغز الصورة الذهنية.. من يرسمها؟

الحقيقة الصادمة: صورة مؤسستك فى أذهان الناس ليست صدفة! إنها لوحة يرسمها المتحدث الإعلامى بكل إتقان، ضربة فرشاة هنا بلقاء صحفى مثير، وتلوين هناك ببيان واضح، وظل ونور هناك بمؤتمر صحفى مدروس.

إنه فنان استراتيجى يعرف أن كل كلمة تنطقها شفتاه هى لبنة فى صرح السمعة.. وكل صمت اختاره بحكمة هو رسالة فى حد ذاتها.

من الكواليس إلى الواجهة.. رقصة المحترفين

وراء كل تصريح ناجح، هناك مسرح خفى من التخطيط الدقيق:

تحليل نفسى للجمهور.. ماذا يريد أن يسمع؟

دراسة متأنية للوسائل.. كيف نصل إليهم؟

توقع للأسئلة المحرجة.. وكيف نتحول منها إلى فرص؟

إنها لعبة شطرنج إعلامية، كل حركة فيها محسوبة، وكل كلمة فيها موزونة.

فى عصر التسونامى الرقمى.. من يمسك بالدفة؟

مع انهيار الجدران بين الإعلام التقليدى والرقمى، أصبح المتحدث الإعلامى ربان السفينة فى بحر متلاطم الأمواج..عليه أن يراقب التيارات فى وسائل التواصل الاجتماعى، ويستشعر اتجاهات الرياح فى التعليقات، ويتنبأ بالعواصف قبل حدوثها.

إنه لا يرد على الإعلام فقط.. بل يصنع إعلاماً بديلاً من خلال المحتوى الذكى والردود الاستباقية.

الوجه الإنسانى للمؤسسة.. ذلك السر الغامض

فى تقديرى أن الأهم من كل المهارات التقنية.. هى الروح التى يضفيها المتحدث الإعلامى على المؤسسة. إنه يحول الكيانات الباردة إلى شخصيات دافئة، والهياكل التنظيمية إلى كيانات إنسانية.

عندما يتحدث بصدق.. تتنفس المؤسسة!

عندما يصغى باهتمام.. تنبض المؤسسة بالحياة!

عندما يتحمل المسئولية.. تكتسب المؤسسة مصداقية!

من ناقل للأخبار إلى صانع للتاريخ

المتحدث الإعلامى لم يعد ذلك الموظف الذى يقرأ البيانات خلف المنصة.. لقد تحول إلى شريك استراتيجى فى صناعة القرار، وحكيم يعيد صياغة الواقع، وفيلسوف يترجم سياسات المؤسسة إلى لغة إنسانية.

السؤال الذى أتركه لكم: هل مؤسساتنا العربية أدركت هذه الحقيقة؟ وهل استثمرت بما يكفى فى هذا السلاح السرى؟

تذكروا: فى معركة الصورة والسمعة.. الكلمة أحياناً أقوى من المال!