بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

غزة تعود رغم أنف الاحتلال

لم يعد خافيا على أحد أن ما جرى ويجرى فى غزة ليس مجرد عدوان عابر، بل محاولة مكشوفة لتفكيك القضية الفلسطينية من جذورها، وتمرير مخططات تهجير تُعيد إنتاج النكبة بثوب جديد ، لكن مصر وقفت لهذا المخطط  لتعلن موقفها منذ اللحظة الأولى بلا تردد ولا حسابات ضيقة ، لا تهجير ، لا تفريط فى الأرض ولا تنازل عن القضية

هذه ليست شعارات بل إرادة دولة تعرف معنى الأمن القومي، وتُدرك أن سقوط غزة هو بداية دوامة لن تنجو منها المنطقة ، ولهذا تحركت القاهرة بثقلها وأغلقت الباب أمام كل الأطماع الإسرائيلية التي حاولت صناعة واقع جديد على هوى حكومة متطرفة تُدير المشهد بعقلية عصابة لا بعقل دولة

الرؤية المصرية كانت واضحة ، إعمار غزة لن يُدار من تل أبيب ولن يتم عبر صفقات مشبوهة ولن يتحول إلى مشروع لطمس الهوية الفلسطينية ، الإعمار فلسطيني أولا وأخيرا يُبنى بأيدي الفلسطينيين وعلى أرض فلسطينية وفى إطار الدولة الفلسطينية الموحدة وعاصمتها القدس المحتلة ، هذه الخطة لم تكن ورقة سياسية بل موقف صلب انتزع إحترام العرب والمسلمين والتف حوله العالم لأنه وضع النقاط فوق الحروف

على الجانب الآخر تقف حكومة إسرائيل، تلك الحكومة التى تتحرك بروح عدائية لم تتغير منذ قيام هذا الكيان ، حكومة تكره الشرعية الدولية تُعادى فكرة الدولة الفلسطينية وتتصرف وكأن غزة أرض بلا أصحاب ، إنها عصابة الستة التى مازالت تتوهم أنها قادرة على فرض مخططاتها متناسية أن الشعوب لا تُمحى وأن الحق لا يموت ولو توهم الاحتلال أنه قادر على دفنه تحت الأنقاض

المؤكد والذي نؤمن به نحن المصريون انه مهما اشتدت العواصف غزة ستُعمر بإرادة أهلها وستعود إلى موقعها الطبيعي داخل دولة فلسطين الموحدة، ولن يسمح أحد وفى مقدمتهم مصر بتمرير مشروع يقتلع الإنسان أو يبدل الهوية ،  ما جرى كشف حدود القوة الإسرائيلية وكشف أيضا أن عصابة الحكم فى تل أبيب تعيش آخر فصول مشروعها العدواني ، فاليوم لم يعد العالم كما كان ولم تعد القضية الفلسطينية ملفا منسيا فى أدراج الدبلوماسية، بل باتت عنوانا لعدالة تتشكل ولموقف مصري ثابت لا يتبدل وغدا  قبل أن يجف دم الشهداء  سيدرك الجميع أن الحق لا يُهزم وأن الاحتلال الذى ظن أنه قادر على إعادة رسم الخريطة هو نفسه من يسير بخطى ثابتة نحو نهايته المحتومة ...