تعرف على خصال المنافق
إنّ أولى خصال المنافق الكذب، وهي أن يحدّث الناس بحديث عارٍ عن الصّحة، وينتشر بين الناس، فيستحق العذاب بسببه، والكذب ليس على درجةٍ واحدةٍ وإن كانت كلّها محرمة وعليها عقاب، فأشدّ الكذب وأسوأه ما يكون على الله ورسوله، ويليها الكذب العام أو الخبر الكاذب الذي ينتشر بين الناس، ثم الكذب على أفراد الناس. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يَكونَ صِدِّيقًا.
وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا). الفجور في الخصومة هي الخصلة الرابعة من خصال المنافق، وهذه الخصلة قد تدخل في الخصلة الأولى التي تتحدث عن الكذب، وذلك إذا خاصم الرجل الآخر في أمرٍ من أمور الدّين أو الدنيا، وانتصر للباطل، وجعل السامع يصدّق أنّه على حقّ، مع أنه أظهر الحقّ بصورة الباطل، فيكون قد اقترف أمرًا حذّر منه النبيّ الكريم، ويُعدّ من أشد خصال النّفاق.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبغض الرجال إلى الله الأَلَدُّ الخَصِم)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إلَيَّ، ولَعَلَّ بَعْضَكُمْ أنْ يَكونَ ألْحَنَ بحُجَّتِهِ مِن بَعْضٍ، فأقْضِيَ له علَى نَحْوٍ ممَّا أسْمَعُ منه، فمَن قَطَعْتُ له مِن حَقِّ أخِيهِ شيئًا، فلا يَأْخُذْهُ، فإنَّما أقْطَعُ له به قِطْعَةً مِنَ النَّارِ).