بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

جرائم‭ ‬وراء‭ ‬ستار‭ ‬البراءة

حصانة‭ ‬الأطفال‭ ‬القٌّصر‭.. ‬الباب‭ ‬الخلفى‭ ‬للإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب

بوابة الوفد الإلكترونية

ثغرات‭ ‬القانون‭ ‬تُطلق‭ ‬سراح‭ ‬المذنبين‭ ‬الصغار

مطالب‭ ‬بتعديلات‭ ‬تشريعية‭ ‬لمحاكمة‭ ‬الأحداث

 

لم‭ ‬تكن‭ ‬مأساة‭ ‬الطفلة‭ ‬زينة‭ ‬فى‭ ‬بورسعيد‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬مجرد‭ ‬حادث‭ ‬فردى،‭ ‬بل‭ ‬جرس‭ ‬إنذار‭ ‬مبكر‭ ‬كشف‭ ‬ثغرات‭ ‬خطيرة‭ ‬فى‭ ‬منظومة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الجرائم‭ ‬المرتكبة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬القُصّر‭ ‬يومها‭ ‬اختفت‭ ‬زينة‭ ‬لثوانٍ‭ ‬أثناء‭ ‬لهوها‭ ‬أمام‭ ‬شقتها،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعثر‭ ‬والدتها‭ ‬على‭ ‬جثمانها‭ ‬داخل‭ ‬منور‭ ‬العمارة،‭ ‬بعد‭ ‬محاولة‭ ‬جارها‭ ‬والبواب‭ ‬الاعتداء‭ ‬عليها‭ ‬ثم‭ ‬إلقاءها‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬السطح‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬الفضيحة‭ ‬ورغم‭ ‬فداحة‭ ‬الجريمة،‭ ‬توقّف‭ ‬القضاء‭ ‬عند‭ ‬سنّ‭ ‬الجناة،‭ ‬فحُوكموا‭ ‬وفق‭ ‬قانون‭ ‬الطفل،‭ ‬ونالوا‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭ ‬المسموح‭ ‬به‭: ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عامًا‭ ‬فقط‭ ‬خرجت‭ ‬والدة‭ ‬زينة‭ ‬حينها‭ ‬لتقول‭ ‬فى‭ ‬مداخلة‭ ‬تليفزيونية‭: ‬‮«‬اللى‭ ‬حصل‭ ‬لبنتى‭ ‬هيحصل‭ ‬لغيرها‭ ‬طول‭ ‬ما‭ ‬مفيش‭ ‬إعدام‮»…‬‭ ‬وقد‭ ‬صدقت‭ ‬نبوءتها‭.‬

أيسل‭ ‬تفتح‭ ‬الملف

بعد‭ ‬تسع‭ ‬سنوات،‭ ‬أعادت‭ ‬مأساة‭ ‬الطفلة‭ ‬أيسل‭ ‬ذات‭ ‬الستة‭ ‬أعوام‭ ‬المشهد‭ ‬نفسه،‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬فى‭ ‬العين‭ ‬السخنة‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬غابت‭ ‬الأم‭ ‬للحظات،‭ ‬فعادت‭ ‬لتجد‭ ‬ابنتها‭ ‬وقد‭ ‬فارقت‭ ‬الحياة‭ ‬غرقًا‭. ‬التحقيقات‭ ‬كشفت‭ ‬صدمة‭ ‬أكبر‭: ‬حدث‭ ‬استدرج‭ ‬الطفلة‭ ‬تحت‭ ‬الماء،‭ ‬اعتدى‭ ‬عليها،‭ ‬وكتم‭ ‬أنفاسها‭ ‬حتى‭ ‬توقف‭ ‬قلبها‭ ‬ورغم‭ ‬بشاعة‭ ‬التفاصيل،‭ ‬انتهى‭ ‬الحكم‭ ‬إلى‭ ‬الرقم‭ ‬نفسه‭: ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عامًا‮…‬‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭ ‬المسموح‭ ‬به‭ ‬لقاصر،‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬خطورة‭ ‬فعله‭.‬

اعترافات‭ ‬طفل‭ ‬المنشار

وفى‭ ‬الإسماعيلية،‭ ‬جاءت‭ ‬اعترافات‭ ‬‮«‬طفل‭ ‬المنشار‮»‬‭ ‬لتفتح‭ ‬جرحًا‭ ‬جديدًا‭ ‬فى‭ ‬الوعى‭ ‬العام،‭ ‬طفل‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬السابعة‭ ‬عشرة،‭ ‬خطّط‭ ‬لجريمة‭ ‬قتل‭ ‬كاملة‭ ‬الأركان‭: ‬سرق‭ ‬هاتف‭ ‬الضحية،‭ ‬واستولى‭ ‬على‭ ‬منشار‭ ‬كهربائى‭ ‬من‭ ‬ورشة‭ ‬نجارة،‭ ‬واستدرج‭ ‬زميله‭ ‬إلى‭ ‬المنزل،‭ ‬وشرع‭ ‬فى‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الجثة‭ ‬داخل‭ ‬أكياس‭ ‬بلاستيكية،‭ ‬مستلهمًا‭ ‬ما‭ ‬شاهده‭ ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬المسلسلات‭ ‬الأجنبية‭ ‬ورغم‭ ‬التخطيط‭ ‬المُحكم‭ ‬ووضوح‭ ‬الإدراك‭ ‬والنية،‭ ‬عاد‭ ‬المتهم‭ ‬ليقف‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬بصفته‭ ‬‮«‬حدثًا‮»‬‭ ‬لا‭ ‬ينطبق‭ ‬عليه‭ ‬سوى‭ ‬القانون‭ ‬ذاته‭ ‬الذى‭ ‬خفّف‭ ‬عقوبات‭ ‬قتلة‭ ‬زينة‭ ‬وأيسل‭.‬

ورغم‭ ‬تباعد‭ ‬السنوات‭ ‬واختلاف‭ ‬الأحداث،‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬خيط‭ ‬واحد‭: ‬جرائم‭ ‬وحشية‭ ‬ارتكبها‭ ‬قُصّر‭ ‬يمتلكون‭ ‬وعيًا‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬تفوق‭ ‬ما‭ ‬لدى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬البالغين،‭ ‬لكن‭ ‬العقوبة‭ ‬بقيت‭ ‬واحدة‮…‬‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عامًا‭ ‬فقط،‭ ‬لأن‭ ‬التشريع‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يرى‭ ‬الجانى‭ ‬‮«‬طفلًا‮»‬‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬دون‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة‭.‬

مطالبات‭ ‬بتعديل‭ ‬القانون

لم‭ ‬تمر‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تشتعل‭ ‬منصّات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬بموجة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الغضب،‭ ‬عبّر‭ ‬خلالها‭ ‬آلاف‭ ‬المستخدمين‭ ‬عن‭ ‬صدمتهم‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬نفس‭ ‬السيناريو‭ ‬دون‭ ‬أى‭ ‬تغيّر‭ ‬فى‭ ‬سقف‭ ‬العقوبات‭. ‬وكتب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأهالى،‭ ‬خصوصًا‭ ‬الأمهات،‭ ‬أن‭ ‬خوفهم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬‮«‬الغريب‮»‬‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المعتدى‭ ‬‮«‬قاصرًا‮»‬‭ ‬يعلم‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يواجه‭ ‬سوى‭ ‬15‭ ‬عامًا‭ ‬مهما‭ ‬فعل‭.‬

إحدى‭ ‬الأمهات‭ ‬كتبت‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬عندى‭ ‬بنت‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬أيسل‭.. ‬وكل‭ ‬يوم‭ ‬ببقى‭ ‬مرعوبة‭ ‬أسيبها‭ ‬لحظة،‭ ‬طالما‭ ‬فى‭ ‬قانون‭ ‬بيحمى‭ ‬المجرم‭ ‬علشان‭ ‬سنّه‮»‬‭.‬

بينما‭ ‬غرّد‭ ‬شاب‭ ‬قائلًا‭: ‬‮«‬اللى‭ ‬يخطط‭ ‬بسرقة‭ ‬منشار‭ ‬ويقتل‭ ‬ويقطع‭ ‬جثة،‭ ‬ده‭ ‬مش‭ ‬طفل‮…‬‭ ‬ده‭ ‬مجرم‭ ‬كامل‭ ‬الأهلية‮»‬‭.‬

فى‭ ‬المقابل،‭ ‬ظهر‭ ‬تيار‭ ‬آخر‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬وحده‭ ‬لا‭ ‬يكفى،‭ ‬محذّرين‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬القُصّر‭ ‬يتصرفون‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬بيئة‭ ‬اجتماعية‭ ‬مضطربة‭ ‬أو‭ ‬اضطرابات‭ ‬نفسية‭ ‬غير‭ ‬مُشخّصة‭.‬

كتبت‭ ‬إحدى‭ ‬الناشطات‭: ‬‮«‬المشكلة‭ ‬مش‭ ‬بس‭ ‬قانون‮…‬‭ ‬المشكلة‭ ‬إن‭ ‬مفيش‭ ‬اكتشاف‭ ‬مبكر‭ ‬لسلوك‭ ‬العنف‭ ‬عند‭ ‬المراهقين‮»‬‭.‬

وفى‭ ‬اتجاه‭ ‬متصل،‭ ‬أعرب‭ ‬بعض‭ ‬المغردين‭ ‬عن‭ ‬صدمتهم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬قاصرًا‭ ‬يملك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬وتنفيذ‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬كاملة‭ ‬الأركان‭ ‬يُعامل‭ ‬كأنه‭ ‬غير‭ ‬مدرك‭ ‬لعواقب‭ ‬أفعاله‭ ‬وقال‭ ‬أحدهم‭: ‬‮«‬طفلة‭ ‬عمرها‭ ‬6‭ ‬سنين‭ ‬راحت‭ ‬بسبب‭ ‬حدث‮…‬‭ ‬القانون‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يعتبره‭ ‬طفلًا‭! ‬ده‭ ‬ظلم‭ ‬واضح‭ ‬ومجتمعنا‭ ‬كله‭ ‬معرض‭ ‬للخطر‮»‬‭.‬

وظهرت‭ ‬دعوات‭ ‬متزايدة‭ ‬لتعديل‭ ‬قانون‭ ‬الأحداث،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يُعفى‭ ‬القاصر‭ ‬من‭ ‬عقوبات‭ ‬أكبر‭ ‬عند‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬بالغة‭ ‬الخطورة،‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الدمج‭ ‬بين‭ ‬حق‭ ‬الحدث‭ ‬فى‭ ‬التأهيل‭ ‬وحق‭ ‬الضحية‭ ‬والمجتمع‭ ‬فى‭ ‬العدالة‭ ‬والأمان‭.‬

لكن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬التفاعلات‭ ‬حملت‭ ‬نبرة‭ ‬واحدة‭ ‬لن‭ ‬تتوقف‭ ‬الجرائم‭ ‬طالما‭ ‬ظل‭ ‬تعريف‭ ‬الطفل‭ ‬ثابتًا،‭ ‬بينما‭ ‬تغيّر‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬فى‭ ‬الواقع‭.‬

تراكمات‭ ‬سلوكية‭ ‬ونفسية

أكدت‭ ‬الدكتورة‭ ‬نادية‭ ‬جمال،‭ ‬أستاذة‭ ‬العلاقات‭ ‬الأسرية،‭ ‬فى‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬لـ«الوفد‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬دون‭ ‬18‭ ‬سنة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بمعيار‭ ‬واحد،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوعى‭ ‬والإدراك‭ ‬يختلفان‭ ‬من‭ ‬طفل‭ ‬لآخر‭. ‬وقالت‭: ‬‮«‬ليس‭ ‬كل‭ ‬طفل‭ ‬تحت‭ ‬سن‭ ‬18‭ ‬غير‭ ‬مدرك‭ ‬لما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭. ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يمتلك‭ ‬تفكيرًا‭ ‬ناضجًا‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬الصواب‭ ‬والخطأ،‭ ‬خصوصًا‭ ‬الأطفال‭ ‬منذ‭ ‬سن‭ ‬10‭ ‬أو‭ ‬12‭ ‬عامًا،‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬يكونون‭ ‬قد‭ ‬اكتسبوا‭ ‬سلوكيات‭ ‬وأفكارًا‭ ‬تؤهلهم‭ ‬لاتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬واعية‮»‬‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يرتكبون‭ ‬أعمال‭ ‬عنف‭ ‬أو‭ ‬جرائم‭ ‬مشابهة،‭ ‬يكون‭ ‬سلوكهم‭ ‬نتيجة‭ ‬تراكمات‭ ‬نفسية‭ ‬وفكرية‭ ‬وسلوكية‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬تتشكل‭ ‬من‭ ‬الأسرة،‭ ‬والمدرسة،‭ ‬وبيئة‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأثير‭ ‬المحتوى‭ ‬الذى‭ ‬يشاهدونه‭ ‬على‭ ‬التلفاز‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬والألعاب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬تروج‭ ‬للعنف‭ ‬أو‭ ‬الانتقام‭. ‬وأضافت‭: ‬‮«‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬تجعل‭ ‬بعض‭ ‬الأطفال‭ ‬مستعدين‭ ‬لارتكاب‭ ‬أعمال‭ ‬إجرامية‭ ‬بعنف‭ ‬كبير‮»‬‭.‬

وشددت‭ ‬الدكتورة‭ ‬جمال‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الوقاية‭ ‬المبكرة،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الأساسى‭ ‬للبيت‭ ‬والمدرسة‭: ‬‮«‬على‭ ‬الأهل‭ ‬متابعة‭ ‬أى‭ ‬سلوك‭ ‬غير‭ ‬معتاد،‭ ‬والاستماع‭ ‬للأطفال‭ ‬والتواصل‭ ‬المستمر‭ ‬مع‭ ‬المدرسة‭. ‬يجب‭ ‬توجيه‭ ‬طاقة‭ ‬الطفل‭ ‬فى‭ ‬أنشطة‭ ‬إيجابية‭ ‬مثل‭ ‬الرياضة‭ ‬والفنون‭ ‬والمجموعات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬لتعليمه‭ ‬التسامح‭ ‬والطيبة‭ ‬وإدارة‭ ‬غضبه‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬العنف‮»‬‭.‬

وعن‭ ‬دور‭ ‬القانون،‭ ‬قالت‭: ‬‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفرق‭ ‬القانون‭ ‬بين‭ ‬الطفل‭ ‬الواعى‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬والاعتداء‭ ‬بوعى‭ ‬كامل،‭ ‬وبين‭ ‬الطفل‭ ‬الذى‭ ‬يرتكب‭ ‬خطأ‭ ‬نتيجة‭ ‬ضغط‭ ‬بيئى‭ ‬أو‭ ‬أسباب‭ ‬غير‭ ‬عنيفة‭. ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬التشريع‭ ‬بحيث‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬حق‭ ‬الحدث‭ ‬فى‭ ‬التأهيل‭ ‬وحماية‭ ‬المجتمع‭ ‬والضحايا‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬البشعة‮»‬‭.‬

واختتمت‭: ‬‮«‬الوقاية‭ ‬تبدأ‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة‭ ‬المبكرة،‭ ‬بمتابعة‭ ‬سلوك‭ ‬الطفل‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬الأول‭ ‬وحتى‭ ‬مرحلة‭ ‬المراهقة‭. ‬بدون‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬حالات‭ ‬العنف‭ ‬التى‭ ‬نشهدها‭ ‬اليوم‭ ‬معرضة‭ ‬للتكرار،‭ ‬والقانون‭ ‬وحده‭ ‬لا‭ ‬يكفى‭ ‬دون‭ ‬رصد‭ ‬مستمر‭ ‬وتأهيل‭ ‬سلوكى‭ ‬ونفسى‮»‬‭.‬

لم‭ ‬يعد‭ ‬قانون‭ ‬الطفل‭ ‬كافيًا

قال‭ ‬المستشار‭ ‬مؤمن‭ ‬مرقص،‭ ‬المحامى‭ ‬الجنائى،‭ ‬إن‭ ‬الحدث‭ ‬فى‭ ‬القانون‭ ‬المصرى‭ ‬هو‭ ‬الشخص‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يبلغ‭ ‬سن‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة،‭ ‬وفقًا‭ ‬لقانون‭ ‬الطفل‭ ‬رقم‭ ‬126‭ ‬لسنة‭ ‬2008‭. ‬ويقع‭ ‬اختصاص‭ ‬محكمة‭ ‬الأحداث‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬القضايا‭ ‬التى‭ ‬يرتكبها‭ ‬القُصّر،‭ ‬بينما‭ ‬تختلف‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬وفق‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬تجاوز‭ ‬سن‭ ‬الحدث‭ ‬الخامسة‭ ‬عشرة‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬الحكم‭ ‬عليه‭ ‬بأى‭ ‬عقوبة‭ ‬أو‭ ‬تدبير‭ ‬منصوص‭ ‬عليه‭ ‬فى‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات،‭ ‬ويحكم‭ ‬عليه‭ ‬بأحد‭ ‬التدابير‭ ‬الإصلاحية‭ ‬والوقائية‭ ‬مثل‭: ‬التوبيخ،‭ ‬التسليم،‭ ‬الإلحاق‭ ‬بالتدريب‭ ‬المهنى،‭ ‬الإلزام‭ ‬بواجبات‭ ‬معينة‭.‬

أما‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬تجاوز‭ ‬سن‭ ‬الحدث‭ ‬الخامسة‭ ‬عشر‭ ‬ولم‭ ‬يتجاوز‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬الحكم‭ ‬عليه‭ ‬بالإعدام‭ ‬أو‭ ‬عقوبة‭ ‬الأشغال‭ ‬الشاقة‭ ‬المؤبدة‭ ‬أو‭ ‬المؤقتة،‭ ‬ويحكم‭ ‬عليه‭ ‬بإحدى‭ ‬العقوبات‭ ‬الجنائية‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬فى‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات،‭ ‬وتخفيفها‭ ‬بنسبة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬الثلث،‭ ‬وبعد‭ ‬بلوغ‭ ‬سن‭ ‬18‭ ‬عاما،‭ ‬يعامل‭ ‬الجانى‭ ‬معاملة‭ ‬البالغين‭ ‬بالكامل،‭ ‬وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬الجنايات‭ ‬تختص‭ ‬بقضايا‭ ‬القتل‭ ‬العمد‭ ‬إذا‭ ‬اشترك‭ ‬فيها‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬شخص‭ ‬بالغ،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬عمر‭ ‬الحدث‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬عامًا‭.‬

وعقب‭ ‬واقعة‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الطفلة‭ ‬أيسل‭ ‬ووفاتها‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬طالب‭ ‬يبلغ‭ ‬15‭ ‬عامًا،‭ ‬تجدد‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬مناسبة‭ ‬العقوبات‭ ‬المقررة‭ ‬للأحداث،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تحقق‭ ‬الردع‭ ‬فى‭ ‬الجرائم‭ ‬الخطيرة‭. ‬المستشار‭ ‬مؤمن‭ ‬مرقص‭ ‬يطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬جوهرية‭: ‬هل‭ ‬يكفى‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬الجانى‭ ‬15‭ ‬عامًا‭ ‬ليعفى‭ ‬من‭ ‬الإعدام‭ ‬والمؤبد؟‭ ‬وهل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يرتكب‭ ‬حدث‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬أو‭ ‬اغتصاب‭ ‬ثم‭ ‬يخرج‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬عند‭ ‬بلوغه‭ ‬الثلاثين‭ ‬دون‭ ‬عقوبة‭ ‬رادعة‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬خطورة‭ ‬فعله؟

موضحًا‭ ‬أن‭ ‬الجرائم‭ ‬التى‭ ‬يرتكبها‭ ‬بعض‭ ‬القُصّر‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مجرد‭ ‬حالات‭ ‬فردية،‭ ‬بل‭ ‬شهدت‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬جرائم‭ ‬قتل‭ ‬عمد،‭ ‬واغتصاب،‭ ‬وتنكيل،‭ ‬واعتداءات‭ ‬وحشية‭ ‬ارتكبها‭ ‬أحداث‭ ‬دون‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة،‭ ‬ورغم‭ ‬بشاعة‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم،‭ ‬تبقى‭ ‬العقوبة‭ ‬فى‭ ‬القانون‭ ‬ثابتة‭:‬لا‭ ‬إعدام،‭ ‬لا‭ ‬سجن‭ ‬مؤبد،‭ ‬لا‭ ‬سجن‭ ‬مشدد،‭ ‬ولا‭ ‬تزيد‭ ‬العقوبة‭ ‬عن‭ ‬15‭ ‬عامًا‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الجريمة،‭ ‬وفق‭ ‬المادة‭ ‬111‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الطفل،‭ ‬التى‭ ‬وُضعت‭ ‬فى‭ ‬سياق‭ ‬اجتماعى‭ ‬مختلف،‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬يُنظر‭ ‬إلى‭ ‬الحدث‭ ‬باعتباره‭ ‬غير‭ ‬مكتمل‭ ‬التمييز‭.‬

ويتابع‭: ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬اليوم‭ ‬يكشف‭ ‬بعض‭ ‬الأحداث‭ ‬يرتكبون‭ ‬جرائم‭ ‬بتخطيط‭ ‬محكم،‭ ‬ومعرفة‭ ‬كاملة‭ ‬بالمسئولية،‭ ‬ومحاولة‭ ‬إخفاء‭ ‬الأدلة،‭ ‬بل‭ ‬وتكرار‭ ‬الأفعال،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬الخطورة‭ ‬الإجرامية‭ ‬لديهم‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬معاملة‭ ‬الأطفال‭ ‬قضائيًا‭.‬

مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬العدالة‭ ‬ليست‭ ‬نصوصًا‭ ‬رادعة‭ ‬أو‭ ‬فعالة‭ ‬لهذه‭ ‬الجرائم‭ ‬والعدالة‭ ‬بل‭ ‬إحساس‭ ‬بالطمأنينة،‭ ‬وحين‭ ‬يشعر‭ ‬المجتمع‭ ‬أن‭ ‬القوانين‭ ‬الحالية‭ ‬لا‭ ‬تحميه،‭ ‬تتراجع‭ ‬الثقة‭ ‬فى‭ ‬المنظومة‭ ‬الجنائية،‭ ‬وتزداد‭ ‬حالة‭ ‬الغضب‭ ‬المجتمعى‭.‬

وقدم‭ ‬مرقص‭ ‬عدة‭ ‬مقترحات‭ ‬لتعديل‭ ‬القانون‭ ‬وهي‭:‬

1‭ - ‬استحداث‭ ‬فئة‭ ‬قانونية‭ ‬جديدة‭ ‬باسم‭ ‬الحدث‭ ‬شديد‭ ‬الخطورة‭ ‬وتطبق‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يرتكبون‭ ‬جرائم‭ ‬القتل،‭ ‬الاغتصاب،‭ ‬الخطف‭ ‬المقترن‭ ‬بهتك‭ ‬العرض،‭ ‬أو‭ ‬الجرائم‭ ‬التى‭ ‬تتسم‭ ‬بالسادية‭ ‬والتخطيط‭ ‬المسبق‭.‬

2‭ - ‬رفع‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭ ‬للعقوبة‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬أو‭ ‬25‭ ‬عامًا،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يسمح‭ ‬القانون‭ ‬بمد‭ ‬مدة‭ ‬الإيداع‭ ‬الإصلاحى‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬سن‭ ‬21‭ ‬عامًا‭ ‬وفقًا‭ ‬لتقرير‭ ‬متخصص‭.‬

3‭ - ‬السماح‭ ‬للمحكمة‭ ‬بمحاسبة‭ ‬الحدث‭ ‬كالبالغ،‭ ‬إذا‭ ‬تجاوز‭ ‬16‭ ‬عامًا‭ ‬وثبت‭ ‬إدراكه‭ ‬الكامل‭ ‬لنتائج‭ ‬أفعاله‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬تقارير‭ ‬نفسية‭ ‬وعلمية‭.‬

4‭ - ‬إنشاء‭ ‬لجان‭ ‬متخصصة‭ ‬لتقييم‭ ‬الخطورة‭ ‬الإجرامية،‭ ‬تراجع‭ ‬سلوك‭ ‬الحدث‭ ‬دوريًا‭ ‬لتحديد‭ ‬قابليته‭ ‬للإصلاح‭ ‬قبل‭ ‬خروجه‭ ‬للمجتمع‭. ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬بداخله‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬ردع‭ ‬كامل‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬المساس‭ ‬بأمن‭ ‬وسلامة‭ ‬أبنائنا‭ ‬وبناتنا‭.‬

واستكملت‭ ‬الحديث‭ ‬داليا‭ ‬نعمان‭ ‬المحامية‭ ‬بالنقض‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬نشهده‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬يرتكبها‭ ‬قُصّر‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬الطفولة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬روح‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬‮١٢‬‭ ‬لسنة‭ ‬‮١٩٥٦‬‭ ‬والمعدل‭ ‬بالقانون‭ ‬‮١٢٦‬‭ ‬لسنة‭ ‬‮٢٠٠٨‬،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬بقاء‭ ‬تعريف‭ ‬الطفل‭ ‬ليشمل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة‭ ‬ميلاديًا‭ ‬وقت‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬منح‭ ‬بعض‭ ‬الجناة‭ ‬الصغار‭ ‬حصانة‭ ‬غير‭ ‬مستحقة،‭ ‬استغلوها‭ ‬فى‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬خطيرة‭ ‬تهز‭ ‬المجتمع‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬المراهقين‭ ‬أصبحوا‭ ‬يدركون‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬لا‭ ‬يطبق‭ ‬عليهم‭ ‬العقوبات‭ ‬المشددة‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬فى‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬شكل‭ ‬دافعًا‭ ‬قويًا‭ ‬لزيادة‭ ‬معدلات‭ ‬الجرائم‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬واغتصاب‭ ‬وسرقة‭ ‬بالإكراه‭ ‬وحمل‭ ‬أسلحة،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬اعتقادهم‭ ‬أنهم‭ ‬محميون‭ ‬لكونهم‭ ‬أطفالًا‭ ‬أمام‭ ‬القانون،‭ ‬رغم‭ ‬تجردهم‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬مظهر‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬البراءة‭.‬

وأشارت‭ ‬‮«‬نعمان‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تعديل‭ ‬سن‭ ‬المسئولية‭ ‬الجنائية،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬النزول‭ ‬بالعقاب‭ ‬ليشمل‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬فوق‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬فى‭ ‬جرائم‭ ‬الجنايات‭ ‬والجنح‭ ‬بات‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬لحماية‭ ‬المجتمع،‭ ‬ولوقف‭ ‬استغلال‭ ‬ثغرات‭ ‬القانون‭ ‬الحالى‭. ‬فاستمرارية‭ ‬الوضع‭ ‬الحالى‭ ‬تجعل‭ ‬سن‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة‭ ‬منطقة‭ ‬أمان‭ ‬يرتكب‭ ‬فيها‭ ‬البعض‭ ‬جرائم‭ ‬تستوجب‭ ‬الإعدام‭ ‬أو‭ ‬السجن‭ ‬المشدد‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تطبق‭ ‬عليهم‭ ‬العقوبات‭ ‬المستحقة‭.‬

كما‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬العقوبة‭ ‬بمفردها‭ ‬ليست‭ ‬حلًا‭ ‬كافيًا،‭ ‬وأن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الظاهرة‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬منظومة‭ ‬ردع‭ ‬متكاملة،‭ ‬تبدأ‭ ‬بالتوعية‭ ‬المجتمعية‭ ‬عبر‭ ‬مختلف‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬الخطاب‭ ‬الدينى،‭ ‬وتنتهى‭ ‬بدور‭ ‬الأسرة‭ ‬فى‭ ‬المتابعة‭ ‬والتربية‭ ‬والانضباط‭. ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬المزج‭ ‬بين‭ ‬الردع‭ ‬القانونى‭ ‬والقيمى‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬الأصح‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬القُصّر‭ ‬أنفسهم‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬أمام‭ ‬جرائم‭ ‬يدفعون‭ ‬ثمنها‭ ‬داخل‭ ‬السجون‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬تبذل‭ ‬جهودًا‭ ‬واضحة‭ ‬لخلق‭ ‬بيئة‭ ‬سليمة‭ ‬تخرج‭ ‬أجيالًا‭ ‬سوية،‭ ‬لكنها‭ ‬شددت‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدنى‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بالطفولة،‭ ‬لزيادة‭ ‬الأبحاث‭ ‬والبرامج‭ ‬المخصصة‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الخطير‭ ‬الذى‭ ‬يهدد‭ ‬الأسر‭ ‬واستقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تزايد‭ ‬الجرائم‭ ‬وصغر‭ ‬سن‭ ‬مرتكبيها‭.‬

جرائم‭ ‬لم‭ ‬يبلغ‭ ‬عنها

وفى‭ ‬انفراد‭ ‬‮«‬الوفد‮»‬‭ ‬التقينا‭ ‬مع‭ ‬مهندس‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬محمد‭ ‬خالد‭ ‬الذى‭ ‬أكد‭ ‬لنا‭ ‬أنه‭ ‬تعرض‭ ‬من‭ ‬يومين‭ ‬إلى‭ ‬محاولة‭ ‬سرقة‭ ‬من‭ ‬طفل‭ ‬داخل‭ ‬ميدان‭ ‬المؤسسة‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الطفل‭ ‬حاول‭ ‬فتح‭ ‬حقيبته‭ ‬أثناء‭ ‬توجهه‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬الشيفت‭ ‬المسائى‭ ‬وتوجهه‭ ‬إلى‭ ‬مترو‭ ‬الانفاق‭ ‬وأكد‭ ‬محمد‭ ‬أنها‭ ‬المرة‭ ‬الثانية‭ ‬التى‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬إلى‭ ‬محاولة‭ ‬السرقة‭ ‬من‭ ‬طفل‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬المكان‭ ‬بميدان‭ ‬المؤسسة‭ ‬العمالية‭ ‬بشبرا‭ ‬الخيمة‭ ‬ولكن‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬عصابة،‭ ‬لأن‭ ‬فى‭ ‬المرة‭ ‬الثانية‭ ‬تجمع‭ ‬حولى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬لإنقاذ‭ ‬اللص‭ ‬الصغير‭ ‬من‭ ‬قبضتى،‭ ‬ولكن‭ ‬للاسف‭ ‬لم‭ ‬يسعنى‭ ‬الوقت‭ ‬للتوجه‭ ‬إلى‭ ‬القسم‭ ‬والابلاغ‭ ‬عن‭ ‬الواقعة‭ ‬بسبب‭ ‬مواعيد‭ ‬العمل‭ ‬ولكن‭ ‬يبدوا‭ ‬أن‭ ‬ميدان‭ ‬المؤسسة‭ ‬العمالية‭ ‬أصبح‭ ‬مرتعًا‭ ‬للأطفال‭ ‬المتشردين‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬رادع‭ ‬لهم‭.‬