بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

صواريخ

ترامب يشل حركة الجماعة

لا شىء ثابتًا فى عالم السياسة.. قبل سنوات كانت الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر الداعمين لجماعة الإخوان، إلى حد أن الإدارة الأمريكية فى عهد باراك أوباما فرضت هذه الجماعة على كثير من الدول العربية من خلال الفوضى الخلاقة التى سميت بالربيع العربى، وأسقطت عددًا من الأنظمة الحاكمة، وسقطت معها بعض الدول فى براثن الصراعات المسلحة والانقسامات حتى الآن، نتيجة سيطرة الجماعة على مفاصل بعض الدول من خلال الدعم الأمريكى المباشر على شتى المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتعامل مع هذه الجماعة باعتبارها السلطة الشرعية فى الدول العربية التى شهدت انتفاضات شعبية أسهم فى تأجيجها الاعلام الأمريكى وأجهزة الاستخبارات، وسخرت الإدارة الأمريكية كل إمكانياتها وجهودها لترسيخ حكم الجماعة والقبض على السلطة فى مصر وغيرها من الدول العربية، بهدف تمرير المشروع الأمريكى الصهيونى المسمى بالشرق الأوسط الجديد بعد أن تم الاتفاق مع الجماعة على الخطوط العريضة للمشروع وأهمه استقبال الفلسطينيين فى سيناء، ولم تهنأ الإدارة الأمريكية بمشروعها بسبب انفجار ثورة الثلاثين من يونيو التى أسقطت المشروع الأمريكى الإخوانى.

قبل يومين وقع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمراً تنفيذياً لوزيرى الخارجية والخزانة، لتصنيف جماعة الإخوان على أنها جماعة إرهابية، فى توجه معاكس للإدارات الأمريكية السابقة، وهى بالتأكيد خطوة بالغة الأهمية، وضربة ساحقة لم تعرفها الجماعة منذ نشأتها عام 1928 وحتى الآن، نظراً لتداعياتها على مستقبل وجود الجماعة وأنشطتها السياسية والمالية والعسكرية، سواء فى الولايات المتحدة أو أوروبا أو فى الدول العربية والأماكن التى تسيطر عليها بفصائلها المسلحة.. القرار الأمريكى بات يشكل - موت اكلينيكى - للجماعة طبقاً للقانون الأمريكى الذى يحظر كل الأنشطة والدعم المادى والتحويلات المالية والإقامة لأعضاء الجماعة، ويمنح الحق فى إقامة دعاوى تعويضات أمام المحاكم المدنية ومقاضاة عناصر الجماعة جنائياً والسجن المؤبد وحظر وتجميد الممتلكات، وإجبار المؤسسات الأمريكية على فرض رقابة على أعضاء الجماعة والكشف عن الأصول المالية وجميع الأنشطة داخل الولايات الأمريكية، وهى خطوة دفعت المجلس الأوروبى للتحرك ودراسة الخيارات لمواجهة إزدياد نفوذ جماعة الإخوان فى أوروبا ومواجهة تمويل الإرهاب فى الشرق الأوسط.

هذه الجماعة الإرهابية التى شكلت شوكة فى ظهر الدولة المصرية منذ نشأتها على يد المخابرات البريطانية، وكانت سبباً فى إشغال وتعطيل الدولة المصرية فى مسارات عدة، أدركتها الأجيال الحالية فى أحداث 2011 وما بعدها، وكلفت الدولة والاقتصاد المصرى ثمناً باهظاً، وخسرت مصر الآلاف من خيرة شبابها الذين استشهدوا فى مواجهة إرهاب الجماعة سواء فى سيناء أو غيرها من المدن المصرية، ومع أن الدولة المصرية بقدراتها العسكرية والأمنية الكبيرة استطاعت دحر إرهاب الجماعة وبتر ذراعها العسكرية من الأراضى المصرية واستعادة الاستقرار فى ربوع الوطن.. إلا أن هذه الجماعة ما زالت تشكل مخاطر جمة من خلال أذرعها السياسية والمالية والإعلامية من خلال نشاطها فى الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا، وتحرك قياداتها بحرية، والسعى الدائم لزعزعة الاستقرار داخل مصر من خلال تمويل الفضائيات التى تبث سمومها فى المجتمع المصرى على مدار الساعة والحملات الإعلامية على وسائل التواصل الاجتماعى، والتحويلات المالية إلى عناصرها ولجانها الإلكترونية داخل مصر، ليأتى قرار ترامب المزلزل لأركان الجماعة، ومحذراً فى ذات الوقت للدول الحاضنة للجماعة فى المنطقة.

حفظ الله مصر