خط أحمر
خيط فى حكاية مثيرة
يظهر موضوع الملياردير الأمريكى جيڤرى إبستين مثل خيط نمسك بأوله فى أيدينا، ولكننا لا نعرف بالضبط إلى أين يصل آخره. والمشكلة أن خيوطًا أخرى تتقاطع معه وتختلط، فيتعقد الأمر أكثر وأكثر يومًا بعد يوم.
«إبستين» ملياردير أمريكى مات عام ٢٠١٩، ولكن القصة ليست إنه مات، ولا أن موته كان فى تلك السنة، وإنما المشكلة أنه مات أثناء وجوده قيد الحبس فى زنزانة فى نيويورك، والمشكلة الأكبر أن التهمة التى كان محبوسًا فيها بحكم قضائى هى ارتكاب جرائم جنسية استهدفت القاصرات بشكل خاص.
ورغم أن موت شخص فى حالة كهذه يغلق كل ملف متصل به، إلا أن المسألة فى حالة كالحالة التى بين أيدينا مختلفة تمامًا، ويكفى أن نعرف أن الملك تشارلز، ملك بريطانيا، جرّد شقيقه الأمير أندرو من لقبه، وأوسمته، وبيته الملكى، بمجرد أن عرف أنه كان على صلة بالملياردير الراحل!
أما أكبر اسم يتردد كلام عن علاقة ربطت صاحبه بـ«إبستين» فهو اسم دونالد ترمب، الذى بالطبع ينكر أى صلة طول الوقت، ولكن إنكاره لم يمنعه من توقيع مشروع قانون مرره الكونجرس للإفراج عن أى وثائق تتصل بالموضوع!
وعندما يدور كلام حول صلات ربطت «إبستين» برئيس أقوى دولة فى العالم، فلا بد أن ذلك يمنح القضية الكثير من الإثارة والفضول، فإذا كانت الصلات تحوم حول قاصرات وحول جرائم جنسية استهدفتهن، فالإثارة تصبح لا سقف لها، والفضول يصل إلى حدود بغير نهاية.
آخر الأسماء التى تردد الحديث عن علاقات لها مع «إبستين» هو اسم الفيلسوف الأمريكى نعوم تشومسكى، الذى اشتهر بوقوفه مع الضحايا والفقراء والتعساء ضد الإمبريالية والقوى الكبرى، والذى بنى سمعته فى العالم على هذا الأساس. ورغم أن علاقته بالملياردير الراحل لا تزال قيد البحث والفحص، إلا أن الثابت حتى الآن أن علاقة ربطتهما، وأنهما تواصلا كثيرًا من خلال رسائل إلكترونية جرى الكشف عنها مؤخرًا، وفى إحدى الرسائل وصف تشومسكى اتصالاته بـ«إبستين» بأنها كانت طويلة وعميقة، وأنها تجربة كانت ذات قيمة كبيرة!
هذا خيط جديد يتقاطع مع الخيط الأساسى، وفى كل صباح تقريبًا يتكشف خيط آخر، وسوف نمضى وارءها جميعًا لنرى إلى أى شىء نصل!