بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

فرانكشتاين على نتفليكس يعيد طرح سؤال من هو الوحش الحقيقي

 فيلم فرانكشتاين
فيلم فرانكشتاين

قدّم فيلم فرانكشتاين من توقيع المخرج غييرمو ديل تورو تجربة سينمائية أعادت تعريف مفهوم الوحش الحقيقي. 

وبدأ فرانكشتاين برسم ملامح علاقة تتغير تدريجيًا بين المشاهد والشخصيات، وأظهر كيف ارتفعت مشاعر التعاطف تجاه من اعتُبر وحشًا في البداية بينما تضاءلت تجاه خالقه الذي حمل في داخله بذور الجشع والغرور. 

وجسدت قصة فرانكشتاين رحلة نفسية تؤكد أن الوحوش غالبًا ما تُولد من داخل الإنسان لا من الظلام المحيط به.

استعرض ديل تورو جذور الحكاية

استند الفيلم إلى رواية ماري شيلي التي صدرت عام 1818، وقدّم المخرج معالجة قريبة من روح النص الأصلي. وأبرز الجانب الإنساني في الصراع بين فيكتور فرانكشتاين وخلقه، وركّز على رغبة العالم في تحدي الموت وإعادة صياغة قوانين الطبيعة بعد فقدان والدته. 

وأظهر كيف قاد هذا الهوس إلى خلق كائن قوي الجسد لكنه هش الروح. وبرزت المفارقة عندما طلب الكائن حب خالقه ولم يجده.

أضاء المخرج جوهر الحكاية عبر علاقة الأب والابن

كشف ديل تورو في مقابلاته أن الفيلم لم يتناول الرعب بقدر ما تناول معنى الأبوّة. وروى كيف اختار أن يجعل الوحش ابنًا لفيكتور أكثر من كونه تجربة علمية. 

ووضح فرانكشتاين أن الخوف الأكبر يتمثل في أن يلجأ الطفل إلى عالم قاسٍ بدلًا من اللجوء إلى والده. وأظهر الفيلم تلك الفكرة حين قدّم الوحش باحثًا عن دفء لا يجده.

قدّم النجوم أداءً عمّق رؤية الفيلم

أدى أوسكار إسحاق دور فيكتور بجنون عبقري ممزوج بحساسية شاعر، وجسّد جاكوب إلوردي شخصية الوحش بتعبير بريء رغم ضخامة الجسد. 

وأبرزت عيناه صراعًا داخليًا بين الرغبة في الحب والخوف من الرفض، ونجح الفيلم في تقديم مشاهد سينمائية آسرة رغم بعض الملاحظات المتعلقة بسطحية النص مقارنة بعمق الصورة.

اختتم الفيلم رسالته حول حقيقة الوحش

كشف العمل أن الوحش ليس ذلك الجسد المخلوق في المختبر بل الإنسان الذي يهرب من مسؤولياته. وطرح تساؤلات حول حدود العلم ومعنى الإنسانية. 

وترك المشاهد أمام حقيقة واحدة. أن البشر بقسوتهم وجشعهم قد يكونون أكثر رعبًا من أي مخلوق آخر.