كلام فى الهوا
«لا» فى وجه ولى النعم!!
سُئل الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه عن سبب فساد الأمم قال «وضع الصغير مكان الكبير، والجاهل مكان العالم، والتابع فى القيادة" وقد أثبتت التجارب أن أسباب نجاح الأمم دائماً عندما يبحث الرئيس عن مرؤوسين لا يتحرجون من قول «لا» إذا كان لها مقتضى، إعمالاً لحكمة قديمة تقول «رحم الله من أهدى إلي عيوبى» وعندما نتحدث عن "لا" نتذكر شاعر الدولة الأموية «الفرزدق» عندما كان بصحبة الخليفة الأموى «هشام بن عبد الملك» فى الحج، عندما حاول الخليفة أستلام الحجر الأسود ولم يستطع بسبب الزحام، إلا أنه شاهد أن أحد الرجال يُفسحون له الطريق لاستلام الحجر، فسأل من يكون هذا الرجل، فقيل له أنه الأمام «على بن الحسين»، فلم يتمالك "الفرزدق" نفسه فأرتجل قصيدة يرد فيها على الخليفة لجهله بالإمام فقال"هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَه.. وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ ..هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ.. هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ.. هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ.. بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا.. وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه.. العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ.. ما قال لا قط إلا فى تشهده.. لولا التشهد كانت لا نعم «فخرج عن دوره كشاعر فى مدح الحاكم والثناء عليه، وقال له قف مكانك فهذا الشخص الذى لا تعرفه، إن الذى رفع السماء هو الذى بنى مجد قومه من العزة والجاه والحكم، هو شرف ثابت لهم لا تنقطع فى ماضيهم وحاضرهم، ولا يستطيع أحد أن يحل محله، فأعتبر العرب أن قول الفرزدق أكبر «لا» فى وجه ولى النعم.