بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أون لاين

الرواد الرقميون استثمار فى المستقبل

فى خطوة نوعية تؤكد رؤية مصر نحو التحول الرقمى الشامل، شهدت العاصمة الإدارية الجديدة توقيع بروتوكول تعاون ثلاثى بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والأكاديمية العسكرية المصرية، وصندوق تحيا مصر، لإطلاق المبادرة الرئاسية «الرواد الرقميون».

 هذه المبادرة تمثل نموذجاً متقدماً لاستثمار الموارد البشرية الشابة فى مصر، وتؤكد على أن رأس المال البشرى هو العنصر الأهم لبناء اقتصاد رقمى مستدام.

تأتى «الرواد الرقميون» لتمنح الشباب المصرى فرصة ذهبية لاكتساب المهارات التكنولوجية المتقدمة التى باتت محور الطلب فى سوق العمل المحلى والدولى، فبرامج التدريب التى تقدمها المبادرة تغطى مجالات حيوية مثل الذكاء الاصطناعى، تحليل البيانات، الأمن السيبرانى، وتطوير البرمجيات، إلى جانب المهارات الشخصية واللغوية والقيادية الضرورية لمواجهة تحديات المستقبل.

 كما أنها توفر تدريباً عملياً وميدانياً، ما يضمن أن يكون المتدرب مجهزاً ليس فقط بالمعرفة النظرية، بل بالخبرة العملية المطلوبة للنجاح فى بيئة عمل تنافسية.

ما يميز هذه المبادرة هو شموليتها وتنوع برامجها، حيث تشمل دبلوم مكثف لمدة 4 أشهر، دبلوم متخصص 9 أشهر، الماجستير المهنى 12 شهراً، والماجستير الأكاديمى 24 شهراً، هذه التدرجات تتيح للشباب اختيار المسار الأنسب لطموحاتهم ومستوى خبرتهم، مع ضمان الحصول على شهادات معتمدة من وزارة الاتصالات والأكاديمية العسكرية، إضافة إلى شهادات مهنية متخصصة، وشهادات ماجستير من الجامعة الدولية للبرامج المهنية.

ولا يقتصر الدور التعليمى على المهارات التقنية فقط، بل يشمل المبادرة تنمية روح الابتكار وريادة الأعمال والعمل الحر (freelancing)، وهو ما يجعل المشاركين فى المبادرة جاهزين لمواجهة تحديات سوق العمل المتغيرة بسرعة، مع تعزيز القدرة التنافسية للشباب المصرى على المستويين المحلى والدولى، إضافة إلى ذلك، توفر المبادرة بيئة متكاملة تشمل الأنشطة العلمية والثقافية والرياضية والاجتماعية، مما يضمن بناء شخصية متوازنة قادرة على الإبداع والابتكار.

الجانب الآخر الذى يعكس قوة المبادرة هو الشراكة الفعالة بين القطاع الحكومى، العسكرى، والمجتمع المدنى عبر صندوق تحيا مصر. فتمويل المبادرة مناصفة بين وزارة الاتصالات وصندوق تحيا مصر، مع استغلال منشآت الأكاديمية العسكرية لتوفير الإقامة والإعاشة للمتدربين، يعكس استراتيجية واضحة لضمان الجودة والاحترافية فى التدريب، ويعزز من قدرة المبادرة على الوصول لأكبر عدد ممكن من الشباب.

من منظور استراتيجى، تمثل «الرواد الرقميون» خطوة رائدة نحو بناء مصر الرقمية، ليس فقط كبرنامج تدريبى، بل كنموذج شامل للاستثمار فى القدرات البشرية، وربط التعليم بالتكنولوجيا وسوق العمل، إنها مبادرة تجسد التزام الدولة بالارتقاء بالشباب، وتأهيلهم ليكونوا قادة المستقبل فى قطاع التكنولوجيا والمعلومات، كما أنها تفتح الباب أمام دمج الشباب فى برامج ومشروعات استراتيجية تدعم التنمية المستدامة والابتكار المحلى.

باختصار، «الرواد الرقميون» ليست مجرد تدريب، بل هى تجربة متكاملة لبناء جيل قادر على قيادة التحول الرقمى فى مصر، إنها فرصة للشباب لصقل مهاراتهم، وتعزيز تنافسيتهم، والمساهمة الفعلية فى صناعة مستقبل رقمى متطور ومبتكر، من هذا المنطلق، يمكن القول أن المبادرة تمثل حجر الزاوية فى رؤية مصر لتأسيس قاعدة قوية لمجتمع رقمى متقدم ومستدام.