بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

عودة قنوات ديزني إلى YouTube TV بعد اتفاق أنهى أزمة استمرت أسبوعين

بوابة الوفد الإلكترونية

بعد أسبوعين من الانقطاع الذي أثار غضب المشتركين وخلق ضجة واسعة في سوق خدمات البث التلفزيوني، أعلنت جوجل وديزني عن التوصل إلى اتفاق جديد أعاد قنوات ديزني — بما فيها ESPN وABC وFX — إلى خدمة YouTube TV. 

ورغم أن تفاصيل بنود الاتفاق لم تُكشف بالكامل، فإن الرسائل الرسمية من الجانبين تؤكد أنه اتفاق يوازن بين القيمة المقدمة للمشتركين ومرونة العروض المستقبلية للمنصة.

جوجل قالت في بيانها إن الاتفاق الجديد “يحافظ على قيمة الخدمة لمشتركيها”، ويضمن استمرار YouTube TV في تقديم عروض متنوعة دون المساس بمرونة التسعير أو مستقبل الخدمة. 

وبمجرد تفعيل الاتفاق، بدأ المشتركون يستعيدون الوصول إلى قنوات ديزني تدريجيًا على مدار اليوم، مع إمكانية مشاهدة أي محتوى محفوظ مسبقًا في مكتبتهم دون قيود.

 وكتبت YouTube TV في رسالة لعملائها: “نعتذر عن الانقطاع ونقدّر صبركم بينما كنا نتفاوض نيابة عنكم”.

من جانبها، رحبت ديزني بالعودة السريعة لقنواتها إلى الخدمة، حيث أكد البيان المشترك الصادر عن آلان بيرغمان ودانا والدن، الرئيسين المشاركين لشركة Disney Entertainment، وجيمي بيتارو، رئيس ESPN، أن الاتفاق الجديد “يعكس القيمة الهائلة لبرامج ديزني” ويمنح مشتركي YouTube TV خيارات أكثر ومرونة أكبر في متابعة برامجهم المفضلة. وأضاف البيان أن عودة القنوات تأتي في توقيت مهم، قبل عدة فعاليات وبرامج رياضية بارزة، ومنها مباريات كرة القدم الجامعية التي تحظى بمتابعة كثيفة في الولايات المتحدة.

الخلاف بين العملاقين بدأ في 31 أكتوبر، عندما سحبت ديزني قنواتها من YouTube TV بعد تعثر المفاوضات حول تجديد الاتفاقية بين الطرفين. وفي ذلك الوقت، تبادل الجانبان الاتهامات عبر تصريحات رسمية معبرة عن صراع شرس خلف الكواليس. جوجل اتهمت ديزني بأنها استخدمت “التهديد بقطع الخدمة” كوسيلة ضغط لإجبار YouTube TV على قبول شروط مالية من شأنها رفع الأسعار على العملاء. في المقابل، ردت ديزني باتهام جوجل بأنها “رفضت دفع الأسعار العادلة للقنوات”، واستغلت نفوذها الضخم في سوق البث الرقمي لتقويض الشروط التجارية المتعارف عليها.

ومع اتساع الضجة الإعلامية وتزايد استياء مستخدمي YouTube TV، بدا واضحًا أن الضغط المتبادل كان سيدفع الطرفين عاجلًا أو آجلًا إلى طاولة الاتفاق. وهو ما حدث بالفعل، إذ تشير تقارير مجلة Hollywood Reporter إلى أن الاتفاق الجديد يتضمن مميزات إضافية للمشتركين، من بينها منحهم إمكانية الوصول إلى برامج مباشرة ومحتوى مختار من مكتبة ESPN Unlimited دون أي رسوم إضافية. كما ستُتاح لجوجل القدرة على تقديم باقات Disney+ وHulu للمستخدمين داخل حزم YouTube TV، إلى جانب إمكانية إنشاء باقات مخصصة حسب أنواع المحتوى.

إحدى نقاط الاتفاق الجديرة بالاهتمام هي بقاء التعويض المالي الذي قدمته جوجل للمشتركين قائمًا. فقد أوضحت الشركة أن العملاء ما زال بإمكانهم المطالبة برصيد 20 دولارًا — وهو المبلغ الذي خصصته الشركة للتعويض عن الفترة التي كانت فيها قنوات ديزني خارج الخدمة — وذلك حتى يوم 9 ديسمبر.

اللافت في هذه الأزمة أن كل طرف حاول إظهار نفسه كحامي لحقوق المشتركين، لكن ما حدث فعلاً كشف عن الصراع المتصاعد بين منصّات البث الرقمي وشركات المحتوى الكبرى مع اشتداد المنافسة على الاشتراكات والإعلانات. فديزني، التي تدير منظومة ضخمة تشمل Disney+ وHulu وESPN، تسعى لتعظيم عوائد المحتوى في ظل إنفاقها المتزايد على حقوق البث والإنتاج. بينما تعمل جوجل على تعزيز YouTube TV كأحد أبرز منافسي خدمات التلفزيون التقليدية دون رفع الأسعار بشكل قد ينفّر المستخدمين.

ومع عودة القنوات واستعادة الاستقرار، يمكن القول إن المشتركين كانوا الرابح الأكبر — على الأقل في المدى القريب — لكن الأزمة تعكس اتجاهًا أوسع في سوق البث، حيث لم تعد الخلافات بين مزوّدي الخدمة وشركات المحتوى مجرد مفاوضات مالية سرية، بل معارك علنية تترك أثرًا مباشرًا على المشاهدين. وفي ظل ازدياد اعتماد الجمهور على البث الرقمي، يبدو أن مثل هذه المواجهات ستتكرر كثيرًا في المستقبل.