بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

البعد الثقافي في البطولات الرياضية.. كيف تستخدم قطر الفولكلور لصناعة هوية؟

بوابة الوفد الإلكترونية

مع إطلاق تميمة "جحا" رسميًا لبطولة كأس العرب، برز سؤال مهم: لماذا تلجأ الدول إلى الرموز التراثية عند استضافة أحداث رياضية؟ قطر، التي سبق وقدّمت مجموعة من التمائم في بطولات دولية، تنتقل اليوم إلى مستوى جديد من دمج الثقافة الشعبية في الفعاليات الكبرى.

شخصية جحا جزء من مخزون مشترك لدى العرب .. قصصه متنوعة بين الحكمة والمفارقات الساخرة، ويُنسب إلى معظم الدول العربية تقريبًا، ما يجعله رمزًا عابرًا للحدود. واختيار رمز بهذه الشعبية يخلق رابطًا اجتماعيًا بين الشعوب ويعيد تكريس الهوية العربية في حدث رياضي.

اللافت أن البطولة تأتي تزامنًا مع سلسلة أحداث أخرى في الدوحة، من كأس العالم تحت 17 عامًا إلى بطولة القارات للأندية. هذا التلاحم بين الفعاليات الرياضية يخلق فرصة لبناء “سردية ثقافية” متكاملة، تظهر فيها قطر ليس فقط كدولة منظمة، بل كمنصة لإحياء التراث العربي.

كما أن التميمة—بجانب دورها التسويقي—تصبح أداة تعليمية للأطفال، إذ تعرّفهم على شخصية تاريخية ربما لم يرتبطوا بها من قبل. 

هذه النقطة تحديدًا تعيد الاعتبار للقصص الشعبية في زمن تسيطر عليه الشخصيات الغربية والرسوم ثلاثية الأبعاد.

ويمكن اعتبار البطولة مناسبة لإبراز التعدد الثقافي داخل العالم العربي. فالمنتخبات الـ16 المشاركة تعكس فسيفساء متنوعة من لهجات وعادات وبيئات مختلفة، ورمز "جحا" بمحتواه الشعبي يشكّل نقطة التقاء لهذه الاختلافات.

في النسخة الجديدة، لا يبدو أن الهدف رياضي فقط، بل ثقافي أيضًا: بناء سرد تاريخي عربي معاصر باستخدام كرة القدم كلغة مشتركة.