بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

علاء مبارك.. ابن العرش المفقود

 

من أغرب مشاهد السياسة في مصر — وأشدّها عبثًا — أن ترى رجلًا يقف على أطلال زمنٍ انتهى، يلوّح بخيال سلطة تبخّرت، ويصرّ على الظهور باعتباره ظلًّا دائمًا لعرشٍ سقط إلى غير رجعة.
علاء مبارك خرج هذه المرة لا ليهنّئ، بل يهاجم… لا ليبارك، بل ليسخر.
هجومه على مصطفى بكري بسبب تهنئته رئيس الجمهورية بعيد ميلاده، لم يكن مجرد “نوبة غضب تويترية”، بل كان صرخة رجل لا يزال يعتقد أن عيد ميلاده هو الحدث الأهم في الجمهورية. وكأن لسان حاله يقول:
“اتركوا الرئيس… هنّئوني أنا، فأنا ابن مبارك!”

علاء… الرجل الذي لم يتولَّ منصبًا سوى الإرث السياسي
السؤال البسيط الذي يقفز أمام كل قارئ:
ما الذي قدّمه علاء مبارك لمصر؟ بأي صفة يريد التهنئة؟
ما الوظيفة؟ ما المنصب؟ ما الإرث الوطني؟
الجواب المؤلم: لا شيء… سوى أنه ابن رئيس أفسد الحياة السياسية ثلاثين عامًا وحوّل الدولة إلى عزبة عائلية كادت تورِّث الحكم لولا أن الشوارع قالت كلمتها.

تهنئة بكري… وجرح العرش المفقود
مصطفى بكري.. كتب تهنئة بروتوكولية، لكنه — دون أن يقصد — فتح جرحًا قديمًا لدى علاء.
جرح “الإقصاء من اللعبة”، وجرح أن الدولة لم تعد ترى فيه إلا جزءًا من صفحة مطوية. ولذلك هاجم وسخر… وكأنه يصرخ: “أنا الأصل… أنا الأحق بالضوء”.

أبطال تويتر الجدد… وصراع التهنئة..
المشهد ازداد كوميدية مع ظهور “أبطال” جدد يتنافسون على تسجيل نقاط في معركة التهاني للرئيس، وكأنها بطولة قومية.
لكن السؤال الأهم يظل هو نفسه:
ما هي وظيفة علاء مبارك؟
هل مصر تُدار بالوراثة؟
هل التهنئة تصبح حقًا موروثًا مثل الأراضي والعزب والقصور؟

يا علاء… مصر لا تورَّث
الحضور في السياسة لا يُصنع بتغريدة، ولا بالسخرية من تهنئة، ولا بالحنين إلى عرش سقط منذ سنوات.
عيد ميلادك ليس حدثًا قوميًا، ولا مناسبة عامة، ولا من حقك أن تطالب دولة كاملة بالوقوف احترامًا لتاريخ ميلادك.

الذين خرجوا من التاريخ لا يعيدهم تويتر،
والذين سقطوا من السلطة لا يعيدهم الوهم،
ومصر… لا تُورّث، ولن تُورَّث.
محمد سعد عبد اللطيف – كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية.