بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تيسلا تختبر دعم Apple CarPlay لأول مرة

بوابة الوفد الإلكترونية

بعد سنوات طويلة من الرفض الصريح والتمسك الكامل بمنظومتها الخاصة، يبدو أن تيسلا بدأت تُغير موقفها من واحدة من أكثر الميزات المطلوبة لدى مستخدمي آيفون. فوفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ، تعمل تيسلا حاليًا على اختبار دمج نظام Apple CarPlay داخل سياراتها، في خطوة تُعد تحولًا كبيرًا في فلسفة الشركة الأمريكية التي طالما روجت لفكرة الاستغناء عن الهواتف والاكتفاء بنظامها الداخلي القائم على الخدمات السحابية.

وتشير مصادر بلومبرج إلى أن الشركة بدأت بالفعل اختبارات داخلية لدمج CarPlay، وأن الميزة قد تصبح جاهزة للطرح خلال الأشهر المقبلة. ورغم ذلك، يبقى الأمر غير محسوم؛ فاختبار الميزة لا يعني بالضرورة إطلاقها رسميًا، خاصة أن تيسلا تتبع سياسات صارمة قبل الموافقة على تحديثات تمس واجهة القيادة أو الأنظمة الأساسية لسيارة كهربائية تعتمد بشكل كامل على البرمجيات.

وإذا تم اعتماد الميزة بالفعل، فسيكون هذا القرار واحدًا من أكبر التحولات في تاريخ تيسلا التقني. فمنذ بداياتها، اختارت الشركة الاعتماد على نظام ترفيهي ومعلوماتي مستقل، لا يحتاج إلى هاتف ذكي ولا يُدمج مع CarPlay أو Android Auto، خلافًا لما تقدمه شركات السيارات الكبرى مثل مرسيدس، بي إم دبليو، فورد وحتى شركات السيارات الكهربائية المنافسة مثل بولستار ولوسيد. وقد أثار هذا النهج كثيرًا من الجدل بين ملاك تيسلا، خاصة أولئك الذين يرغبون في استخدام التطبيقات والواجهات المألوفة لهم عبر هواتفهم.

العلاقة بين تيسلا وآبل لم تكن يومًا علاقة ودية. فعلى مرّ السنوات، ظهرت خلافات غير معلنة وأخرى مباشرة بين الجانبين. الرئيس التنفيذي إيلون ماسك قال سابقًا إنه حاول بيع تيسلا لآبل في الأيام الصعبة التي مر بها مشروع Model 3، عندما كانت الشركة على وشك الإفلاس. لكن حسب تصريحاته، رفض تيم كوك، الرئيس التنفيذي لآبل، حتى حضور الاجتماع. وفي المقابل، استقطبت آبل العديد من كبار مهندسي تيسلا للعمل على مشروع سيارتها ذاتية القيادة Apple Car، والذي انتهى بإلغائه العام الماضي بعد سنوات من التطوير.

ورغم كل هذا التاريخ، يبدو أن الضغط المتزايد من مستخدمي تيسلا – الذين يشكل مستخدمو آيفون نسبة كبيرة منهم – دفع الشركة إلى إعادة النظر في موقفها. فالغالبية تعتبر CarPlay وسيلة أساسية للوصول إلى تطبيقات الملاحة، والموسيقى، والبودكاست، والاتصال، بطريقة أكثر سلاسة وأمانًا من الاعتماد على واجهات بديلة.

وبحسب بلومبرج، لن تعتمد تيسلا على CarPlay Ultra الجديد، وهو الإصدار الأكثر تقدمًا الذي يدمج واجهات أبل مباشرة داخل لوحة العدادات ويمنح سيطرة شبه كاملة على شاشات السيارة. وبدلًا من ذلك، ستقدم الشركة الإصدار التقليدي من CarPlay، داخل نافذة منفصلة ضمن النظام الحالي لسيارات تيسلا. وبذلك تحافظ الشركة على هويتها البرمجية الأساسية، دون السماح لأي طرف خارجي بأن يصبح عنصرًا محوريًا داخل تجربة القيادة.

هذا النهج قد يعكس رغبة تيسلا في تحقيق التوازن بين تلبية رغبات المستخدمين والحفاظ على رؤيتها الخاصة. فالشركة لا تزال تراهن على بنيتها البرمجية المتقدمة التي توفر تحديثات مستمرة عبر الهواء، بينما تقدم في الوقت ذاته مساحة آمنة لمستخدمي آيفون للاستفادة من نظام اعتادوا عليه.

ومع تزايد المنافسة في سوق السيارات الكهربائية، قد يكون قرار دعم CarPlay خطوة استراتيجية للحفاظ على ولاء العملاء، خاصة مع دخول شركات جديدة وتطوير منصات قيادة أكثر تكاملًا. كما يأتي هذا التغيير في وقت تمر فيه تيسلا بتحديات اقتصادية وتشغيلية، مما يجعل تحسين تجربة المستخدم خطوة ضرورية للحفاظ على مكانتها.

وحتى الآن، لا توجد معلومات رسمية من تيسلا حول موعد الإطلاق أو الطرازات التي ستحصل على التحديث. لكن مجرد ظهور أخبار عن اختبار CarPlay داخل الشركة يُعد دلالة واضحة على أن تيسلا تستمع أخيرًا إلى أصوات العملاء، وربما تستعد لتقديم تنازل طال انتظاره.

وفي حال تم اعتماد هذه الخطوة رسميًا، فستكون واحدة من أبرز اللحظات في تاريخ صناعة السيارات الذكية، لأنها ستكسر حاجزًا ظل قائمًا لسنوات بين اثنتين من أكبر الشركات التكنولوجية في العالم.