بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

لينا ميدينا: أصغر أم في التاريخ الطبي الحديث

لينا مع ابنها
لينا مع ابنها

تظل قصة لينا مارسيلا ميدينا واحدة من أعظم ألغاز الطب والأطفال على الإطلاق. فقد أصبحت أصغر أم مؤكدة في العالم، عندما أنجبت طفلاً في عمر خمس سنوات وسبعة أشهر و21 يومًا، في قرية بيروفية نائية عام 1939.

ولادة استثنائية وسط صدمة عالمية

أُجريت ولادة لينا القيصرية في 14 مايو 1939، وأنجبت طفلًا سليمًا يُدعى جيراردو، وزن حوالي 2.7 كجم. 

وأثارت حالة لينا صدمة وذهول الصحافة العالمية، خاصةً في زمن الحرب العالمية الثانية، حيث تداولت الصور والقصص حول طفلة أصبحت أماً.

أشارت الفحوصات الطبية إلى أن لينا عانت من بلوغ مبكر شديد، إذ بدأت الدورة الشهرية لديها في الشهر الثامن من عمرها، وظهرت عليها علامات البلوغ الكامل، بما في ذلك نمو الثدي وشعر العانة، وأجهزة تناسلية مكتملة الوظائف.

لغز الأب وملابسات الحمل

على الرغم من التحقيقات المكثفة، لم يُعرف من هو والد الطفل، ولا ظروف الحمل الدقيقة. استجوبت السلطات والدها وعددًا من الأقارب، لكن لم تُثبت أي جهة تورطها بشكل قاطع، وتم إسقاط القضية لاحقًا.

نشأ جيراردو معتقدًا أن لينا هي أخته، ولم يعرف الحقيقة إلا عندما بلغ العاشرة. توفي جيراردو لاحقًا عام 1979 عن عمر يناهز 40 عامًا بسبب مرض نخاع العظم.

توثيق طبي موثوق

تم تأكيد حالة لينا من خلال سجلات طبية وصور أشعة قبل الولادة، بالإضافة إلى الملاحظات السريرية والتقييمات المستقلة من خبراء. اعترفت الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء بصحة الوثائق، مما أزال أي شكوك حول كون القصة مجرد خدعة.

الحياة بعد الولادة

بعد ولادتها، انتقلت لينا للعمل كسكرتيرة في نفس العيادة التي أنجبت فيها ابنها، وساهم دخلها في دعم جيراردو أثناء دراسته. تزوجت لاحقًا وأنجبت طفلاً ثانيًا في عام 1972 من زوجها.

عاشت لينا وعائلتها عدة سنوات في المكسيك قبل العودة إلى بيرو، حيث استقروا في منطقة فقيرة من ليما، عرفت باسم "شيكاغو الصغيرة"، في ظل ظروف معيشية صعبة.

اهتمام دولي ووصاية الدولة

بعد ولادة لينا، حاولت شركات أمريكية شراء حقوق الصور والترويج، لكن السلطات البيروفية تدخلت لحمايتها وابنها، ووضعتهم تحت وصاية الدولة، وأعلنت عن منحة مدى الحياة لم تُصرف لاحقًا.