ممارسة الرياضة من منتصف العمر تقلل خطر الإصابة بالخرف
أكدت دراسة حديثة أن المواظبة على ممارسة الرياضة بانتظام من منتصف الأربعينيات من العمر فصاعدًا يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالخرف بشكل كبير.
وأوضح الباحثون أن الخرف يمثل أحد أكبر أسباب الوفاة في المملكة المتحدة، ويُقدر أن 45% من الحالات يمكن الوقاية منها من خلال تغييرات نمط الحياة المبكر، بما في ذلك النشاط البدني المنتظم.
دراسة جامعة بوسطن وتحليل البيانات
حلل فريق بحثي من جامعة بوسطن بقيادة الدكتور فيليب إتش هوانج بيانات 4354 من البالغين، أبناء المشاركين في دراسة فرامينغهام للقلب.
وقسم الباحثون المشاركين إلى ثلاث مجموعات: مرحلة البلوغ المبكرة بمتوسط عمر 37 عامًا، منتصف العمر بمتوسط 54 عامًا، وأواخر العمر بمتوسط 71 عامًا.
وراقب الباحثون النشاط البدني لكل مجموعة خلال فترات متابعة مختلفة، تتراوح بين 14 إلى 37 عامًا، لتحديد تأثير التمارين على خطر الإصابة بالخرف.
النشاط البدني في منتصف العمر وأواخر العمر
لاحظ الباحثون أن النشاط البدني في مرحلة البلوغ المبكرة لم يرتبط بخفض خطر الإصابة بالخرف لاحقًا.
وربط النشاط البدني المنتظم في منتصف العمر وأواخره بانخفاض ملحوظ في احتمال الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الأكثر نشاطًا في منتصف العمر كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 41% مقارنة بالأقل نشاطًا، بينما قلّ الخطر في أواخر العمر بنسبة 45%.
تفاصيل قياس النشاط البدني
تم تقييم النشاط البدني باستخدام مؤشر النشاط البدني (PAI) الذي يأخذ في الاعتبار ساعات النوم والأنشطة المستقرة والخفيفة والمتوسطة والشديدة.
وقسم الباحثون المشاركين إلى خمس مجموعات من الأقل نشاطًا إلى الأكثر نشاطًا، وأكدوا أن زيادة النشاط البدني في منتصف العمر وأواخره تقلل من خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر على حد سواء.
توصيات الخبراء ونصائح الوقاية
قال الدكتور هوانج إن النتائج تؤكد أهمية التدخل المبكر في منتصف العمر لتعزيز الصحة العامة والوقاية من الخرف.
وأوصت هيئة الخدمات الصحية الوطنية بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين المعتدلة أسبوعيًا، أو 75 دقيقة من التمارين الشديدة، للبالغين.
وحذر الخبراء من نمط الحياة المستقرة الطويلة، التي ترتبط بزيادة خطر أمراض القلب والسكري والسرطان، مؤكّدين أن النشاط المنتظم يوفر حماية قوية ضد هذه المخاطر.
القيود والاعتبارات
أوضح الباحثون أن معظم المشاركين كانوا من خلفية عرقية واحدة، ما يستدعي الحذر عند تعميم النتائج على مجموعات أخرى.
كما قد تكون البيانات المتعلقة بالنشاط البدني غير دقيقة لأنها أُبلغت ذاتيًا من قبل المشاركين.