رئيس جنوب إفريقيا: التنمية العالمية تتطلب تعاونا وتفاهما مشتركا
أكد رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، ضرورة تجاوز الانقسامات الاقتصادية بين دول العالم، مشدداً على أن تحقيق التنمية المستدامة يستوجب تعزيز التعاون والتفاهم الدولي.
وخلال كلمته في قمة مجموعة العشرين، أوضح رامافوزا أن ازدهار الاقتصادات يشكل محفزاً رئيسياً لجذب الاستثمارات وتعزيز التجارة، محذراً في الوقت نفسه من أن تصاعد التوترات الجيوسياسية يهدد مستقبل العالم المشترك.
وتتصدر الحرب في أوكرانيا وقضية تغير المناخ جدول أعمال القمة التي تنطلق السبت في جوهانسبرغ، في ظل غياب الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ورغم مقاطعة واشنطن، فإن مبادرة ترامب بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا تبقى محور نقاش واسع بين المشاركين. وقد أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، أن القادة الأوروبيين سيعقدون اجتماعاً خاصاً لبحث الملف الأوكراني على هامش القمة.
وفي الوقت ذاته، تحظى قضايا المناخ باهتمام كبير، خصوصاً بعد تعثر مفاوضات مؤتمر الأطراف (كوب30) في البرازيل بشأن التوصل إلى خارطة طريق للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري. ولم يستبعد الاتحاد الأوروبي أن ينتهي المؤتمر دون اتفاق نهائي.
قمة ذات رمزية خاصة
تُمثّل قمة جوهانسبرغ حدثاً بارزاً لكونها تُعقد لأول مرة في إفريقيا، ولأنها تأتي في ختام سلسلة من رئاسات دول “الجنوب العالمي” للمجموعة بعد إندونيسيا والهند والبرازيل. وتضم مجموعة العشرين 19 دولة إضافة إلى الاتحادين الأوروبي والإفريقي، وتمثل نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وثلثي سكان العالم.
ورغم الرمزية، واجهت جنوب أفريقيا انتقادات من إدارة ترامب منذ عودة الأخير إلى البيت الأبيض، خصوصاً بعد أن أولت بريتوريا اهتماماً كبيراً خلال رئاستها للمجموعة لملف التفاوت الاقتصادي وإنشاء لجنة دولية مشابهة للجنة الأمم المتحدة المعنية بالمناخ.
ويتضمن جدول أعمال القمة أيضاً ملفات تخفيف الديون، وتوفير المعادن الضرورية للانتقال الطاقي والمتوافرة بكثرة في إفريقيا، إضافة إلى مناقشة التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتثار تساؤلات حول إمكانية نجاح رامافوزا في جمع القادة حول إعلان مشترك، حيث أكد الجمعة أمله في إصدار بيان يضع “أجندة جديدة ومستدامة” للمجموعة والعالم. لكن الولايات المتحدة عارضت صدور بيان ختامي، معتبرة أن أولويات القمة لا تتوافق مع توجهاتها السياسية.
وبحسب مصادر دبلوماسية وحكومية من جنوب أفريقيا، فإن مسودة البيان قد اكتملت وسيجري إرسالها إلى القادة، مع تغيير في الصياغة التقليدية لعنوان الوثيقة دون الكشف عن مضمونها.
التعددية محور النقاش
وقد حرصت جنوب أفريقيا، طوال فترة رئاستها، على إبراز التعددية كنهج ضروري لمواجهة الفوضى والاضطرابات العالمية. وأكد رئيس المجلس الأوروبي، أنتونيو كوستا، من جوهانسبرغ أن “التعددية هي أفضل دفاع لنا ضد الفوضى، وقد قدمت جنوب أفريقيا مثالاً عملياً على ذلك”.
في المقابل، يواصل ترامب سياسة الانسحاب من عدد من الهيئات الدولية، بما في ذلك انسحاب الولايات المتحدة للمرة الثانية من اتفاقية باريس للمناخ، وعدم إرسال أي وفد رسمي إلى مؤتمر المناخ في البرازيل.
وعلى الرغم من ذلك، تستعد الولايات المتحدة لتولي رئاسة مجموعة العشرين بعد جنوب أفريقيا، معلنة نيتها التركيز على قضايا التعاون الاقتصادي خلال الدورة المقبلة.