بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الصلاة على النبي وفتح أبواب الرزق.. الصيغة الصحيحة التي يغفلها الكثيرون

بوابة الوفد الإلكترونية

يتزايد بحث الكثيرين عن صيغة الصلاة على النبي لزيادة الرزق، بعدما أدركوا فضل هذا الذكر العظيم الذي يعد مفتاحًا للأبواب المغلقة، وقربة يتقبلها الله تعالى من كل عباده مهما كانت ذنوبهم، إذ يظل طلب الرزق حاجة لا تنفك عن الإنسان ما دام في الدنيا، مما يجعل معرفة صيغ الصلاة على النبي وفضائلها بابًا مهمًا لعل به تنفرج الكروب ويتسع الرزق.

وجاء في بيان حقيقة صيغة الصلاة على النبي لزيادة الرزق، أنه لم يرد في السنة الصحيحة وجود صيغة مخصوصة تُقال خصيصًا لطلب الزيادة في الرزق، بينما توجد أسباب مشروعة دلّت عليها النصوص تُعد من مفاتيح الرزق، ومنها الاستغفار وصلة الرحم والدعاء وتقوى الله وكثرة الصدقة والإكثار من الحج والعمرة والمداومة عليهما.

كما ورد أن صيغ الصلاة على النبي ﷺ المتنوعة من شأنها أن تذهب الفقر، وقد ذكرها ابن القيم ضمن فوائد الصلاة على النبي ﷺ، كما أشار إليها تقي الدين المقريزي في كتابه «إمتاع الأسماع» وعدّها من أسباب اتساع الرزق وزوال الضيق.

وأوضح القرطبي في تفسيره ما رواه سهل بن سعد الساعدي حين شكا رجل ضيق المعيشة إلى النبي ﷺ، فأمره إذا دخل بيته أن يسلّم سواء وجد أحدًا أم لم يجد، وأن يقرأ سورة «قل هو الله أحد» مرة واحدة، فاستجاب الرجل فأفاض الله عليه من رزقه حتى تعجب جيرانه، وقد نقل السيوطي هذا الأثر أيضًا.

وبالنسبة لأفضل صيغة للصلاة على النبي، فقد بيّن العلماء أن هناك عدة صيغ صحيحة، وأن أكملها وأعظمها أجرًا هي الصلاة الإبراهيمية:«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».

وتُعرف أيضًا “الصلاة النارية” التي سميت بعدة أسماء منها «التازية» و«التفريجية» و«القرطبية»، ورغم اختلاف أسمائها إلا أنها صيغة واحدة عُرف عنها سرعة الفرج وذهاب الهموم، وقد نسبها بعض العلماء للسيد إبراهيم التازي، وأطلق عليها آخرون اسم «النارية» تشبيهًا بسرعة أثرها بالنار.

وليس المقصود بالصلاة النارية أنها صلاة فيها ركوع وسجود، بل هي ذكر من صيغ الصلاة على النبي ﷺ يقول فيها الداعي:
«اللهم صل صلاة كاملة وسلم سلامًا تامًا على نبي تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائج وتنال به الرغائب وحسن الخواتيم ويستسقى الغمام بوجهه الكريم وعلى آله».
وقد تداولها العلماء والمشايخ واستفاضت في كتب الصلوات والدعاء.

ويمكن لمن أراد العمل بها أن يرددها بأي عدد يستطيعه، وقد اشتهر بين العلماء ترديدها «4444» مرة، أي أربعة آلاف وأربعمائة وأربع وأربعون مرة، دون زيادة أو نقصان، كما يجوز أن يتشارك عدة أشخاص في إتمام العدد إذا لم يستطيع فرد واحد الالتزام به.

وأكد العلماء أن هذه الصيغة ليست مخالفة للشرع ما دامت لا تعارض نصًا، إذ لم يرد في القرآن الكريم ما يمنع أي صيغة من الصلاة على النبي ﷺ، بل جاءت الآية الكريمة مطلقة:
«إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» [الأحزاب: 56].

وكذلك أوضحت السنة المطهرة جواز إحداث ذكر لا يخالف المأثور، كما ورد في حديث رفاعة بن رافع حين زاد رجل في الدعاء أثناء الصلاة فقال النبي ﷺ «رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها أول»، مما يدل على أن الذكر المشروع هو ما لا يعارض أصل العبادة.

وبشأن فضائل الصلاة على النبي، أكد الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء صحة حديث: «أجعل صلاتي كلها؟ قال: تكفى همك»، موضحًا أنه رواية صحيحة وردت في عدة مصادر معتبرة كصحيح الترمذي والمسند، وأن معنى «الصلاة» هنا هو الدعاء.

ويشير الحديث الشريف إلى أن من يكثر من الصلاة على النبي ﷺ تكفى همومه ويغفر ذنبه، وهو فضل عظيم يبيّن أثر هذا الذكر المبارك في حياة المسلم، دون أن يمنع ذلك من الدعاء وسؤال الله بالحاجات الأخرى.

وجاء في الأحاديث الأخرى أن الصلاة على النبي ﷺ سبب لنيل الشفاعة، ورفعة الدرجات، وحط الخطايا، وأن من يسمع المؤذن ثم يصلي على النبي مرة واحدة يصلي الله عليه عشرًا، وهي فضائل ثابتة في كتب السنة كصحيح مسلم وأحمد وغيرهما.

وورد أيضًا في روايات متعددة أن ملائكة الله يبلّغون النبي ﷺ سلام أمته، وأن أكثر الناس صلاة على النبي ﷺ هم أقربهم إليه يوم القيامة، وهي بشارات عظيمة للمكثرين من هذا الذكر المبارك.

كما ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة… حلت له الشفاعة يوم القيامة»، وهو حديث صحيح رواه البخاري، ويبين ارتباط الصلاة على النبي بنيل الوسيلة والشفاعة.

فضل الصلاة على النبي

أولًا: تحصيل عشر حسنات عن كل مرة يُصلي فيها المسلم على النبي ﷺ.
ثانيًا: رفع عشر درجات في ميزان العبد.
ثالثًا: تكفير عشر سيئات.
رابعًا: نيل الشفاعة يوم القيامة.
خامسًا: كفاية الله للعبد ما أهمّه.
سادسًا: صلوات الملائكة على العبد.
سابعًا: امتثال أمر الله عز وجل.
ثامنًا: زيادة احتمال قبول الدعاء عند افتتاحه وختمه بالصلاة على النبي ﷺ.
تاسعًا: الوقاية من وصف البخل.
عاشرًا: حلول البركة في حياة العبد.
الحادي عشر: ثبات العبد على الصراط.
الثاني عشر: التقرب إلى الله تعالى.
الثالث عشر: نيل المراد في الدنيا والآخرة.
الرابع عشر: فتح أبواب الرحمة.
الخامس عشر: إثبات محبة العبد لرسول الله ﷺ.
السادس عشر: دفع الفقر بإذن الله.
السابع عشر: عرض اسم المسلم على النبي ﷺ.
الثامن عشر: إحياء القلب وزيادة نوره.
التاسع عشر: الاقتراب منزلة من رسول الله ﷺ.
العشرون: مضاعفة لا تُحصى من الفضائل التي تتجاوز ذلك بكثير.