بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

من هو زهران ممدانى عمدة نيويورك؟

زهران كوامى ممدانى، مهاجر مسلم من أصول هندية، ولد فى كمبالا عاصمة أوغندا حيث قضى سنواته الخمس الأولى، لتنتقل أسرته بعدها إلى جنوب افريقيا، ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو فى عامه السابع. وفى جنوب افريقيا رأى بعينيه التفرقة العنصرية، ورسخ فى يقينه أن العدل يجب أن يكون واقعاً.
حصل على درجة البكالوريوس فى الدراسات الأفريقية من كلية بودوين بنيوريوك عام ٢٠١٤، وحصل على الجنسية الأمريكية فى عام ٢٠١٨، وعمره ٢٧ عاما، وما زال يحمل جنسية أوغندا حيث ولد. زوجته «راما دوجى»، أمريكية مسلمة من أصل سورى، وفنانة فى مجال الرسم التوضيحى، ووالده «د. محمود ممدانى» من أصل هندى، حاصل على درجة الدكتوراه فى العلوم السياسية من جامعة هارفارد من أكبر جامعات أمريكا والعالم، ووالدته المخرجة الهندية الشهيرة «ميرا ناير»، ولها أفلام ناجحة عالميا. عمل زهران موظفا فى الإسكان، وفنانا ومؤلفا موسيقيا فى فرقة موسيقية قبل أن يبدأ مساره السياسى كمتطوع إدارى فى حملات الانتخابات المحلية، وليشق طريقه نحو الفوز بجدارة فى انتخابات ٢٠٢٠، بعضوية المجلس التشريعى لولاية نيويورك، بعد فوزه على نائبة ديمقراطية مخضرمة شغلت المنصب لخمس دورات متتالية.
«ممدانى» المنتسب للحزب الديمقراطى لا يخفى انتماءه للتيار الاشتراكى الديمقراطى، ولا يخفى اسلامه، وأعلن أكثر من مرة أنه مسلم، ولكنه لم يتكلم عن الحلال والحرام، ولا نوع اللبس ولا نوع الأكل، يدعم قضية فلسطين، ويدعم أيضا فرض العقوبات على إسرائيل ويجاهر بمعاداة الصهيونية، ويجزم بأن ليس فى ذلك معاداة للسامية فى شيء. ممدانى اختار التغيير الجذرى، الذى لا يهمه سوى الناس العاديين، حتى لو غضب الأثرياء وأصحاب الشركات والمصالح وبارونات الحزب الديمقراطى الذى ينتمى اليه. تعهد بتجميد ارتفاع قيمة الإيجارات على ٢ مليون مستأجر، واستخدام كل الموارد المتاحة لبناء مساكن جديدة، ورعاية بدون مقابل للاطفال من سن ٦ أسابيع حتى ٥ سنوات.
الأهم من الوعود أنه قدم خطة عملية لكيفية تمويلها، سيفرض ضرائب على الشركات الكبرى، وسيزيد نسبة الضرائب على الاغنياء. وانحيازه للكادحين، ورفع المعاناة الاقتصادية من المدينة وأهلها وإعادة النظام والأمن للمدينة. أرضت هذه الوعود سكان نيويورك، لكنها أغضبت النخبة السياسية والاقتصادية فى عاصمة المال والبيزنس فى العالم. استخدم وسائل التواصل الاجتماعى بذكاء منقطع النظير فى حملته الانتخابية، وتواجد على الأرض مع الفئات الأشد فقرا. عشرات الآلاف انضموا لحملته، بعث رسائل على «يوتيوب» بلغات عديدة، بينها العربية، للناخبين قائلا: أنا منكم ولكم، وتحدث عن أنه ينوى تسيير حافلات مجانية وتقديم رعاية مجانية للأطفال، وسوف يقيم محلات بقالة مملوكة للمدينة تبيع بضائعها بسعر مناسب، كشف الوجه الحقيقى لنيويورك بلد الأموال فهناك نصف مليون طفل ينامون كل ليلة جائعين، وربع سكانها يعانون الفقر. هؤلاء أوصلوه إلى منصب العمدة رغم الحرب ضده. وهو يتصف بالصدق والمحافظة على المبادئ، وهو مبدأ انسانى يجذب إليه البشر، ولذلك يمتلك شخصية كريزيمية. ولم يداعب أحدا حتى ينال تأييده، ولم يغير كلمة أنه ديمقراطى اجتماعى، ولم يحاول يقترب من كبار رجال الأعمال سياسياً ولم يهاجمهم، وعندما سئل هل سوف تزور إسرائيل، قال سوف أزور كل دول العالم التى تحترم القوانين والمواثيق الدولية والحقوق الإنسانية العالمية.
لو كان «ممدانى» تحدث بلغة المرشحين السياسيين الذين يسعون إلى اكتساب الاصوات من كل الجهات، لخسر الاصوات وخسر نفسه، ولأصوله الهندية تعلم من حكمة «جواهر لآل نهرو» أن لا استقلال لأمة ولا أمل فى تنمية ولا قدرة على حكم رشيد، بدون التسليم بحتمية الممارسة النزيهة الحرة للديمقراطية. 
وأخيراا، رأى كاتب هذه السطور أن من أهم أسباب فوز زهران ممدانى بمنصب عمدة نيويورك، هو شخصيته الكاريزيمية، وتجييشه الشباب فى حملته الانتخابية مستخدمين العديد من الوسائل وخصوصاً وسائل التواصل الاجتماعى، وكان على رأس هذه الحملة الناشطة السياسية الأمريكية بيسجارد تشيرتش وهى من التيار اليسارى، وتعد من أبرز الوجوه الشابة فى اليسار التقدمى، المرتبطين بالاشتراكيين الديمقراطيين فى أمريكا، وانحيازه للفقراء والكادحين وتأييد البسطاء.

محافظ المنوفية الأسبق