اتجــــاه
هل يعود «بشار» لتحرير سوريا من حكم الإرهاب؟
والقصد هنا، ليس شخص الرئيس السابق بشار الأسد حصراّ، لكن أياّ من أبناء سوريا الوطنيين، من كوادر وقيادات النظام السابق، أو من كتلة الجيش العربى السورى- أو كليهما على السواء- فى مهمة تاريخية، لتخليص الدولة السورية، من سلطة الحكم الحالى، الذى استولى عليها، يوم8 ديسمبر الماضى، عبر خيانة من الداخل، وبمساعدة- أنظمة عربية وإقليمية- من الخارج، حتى صار النظام الجديد، أعجوبة نظم الحكم فى جميع دول العالم.
< كتبت هنا، الأسبوع الماضى، عن تساؤل كبير، ربما أصداؤه تبرق فى الشارع العربى وفى البلدان الحرة: أين شعب سوريا؟، من التَعمُد فى تغييبه، وإقصائه عن مشهد الدولة السورية، واختزالها فى شخص - ما يقولون إنه الرئيس السورى، أحمد الشرع، الذى هو أبو محمد الجولانى، زعيم «هيئة تحرير الشام»، المُدرجَان على قوائم الإرهاب- ونفر من جماعته، وما قدمه من تنازلات عن السيادة السورية، مقابل مكتسباته الشخصية، وثمناّ لضمان بقائه على قمة السلطة، وبالتالى، تتقاسم كل من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وإسرائيل، ممارسة نفوذها السيادى هناك، فى غياب كامل القرار الوطنى..وكان جدوى السؤال، الذى تحدثت عنه، التقديم لفكرة استعادة بلدهم، ولو بعودة «بشار».
< فى هذا الاتجاه، نُذكِر مرة ثانية، ببيان رامى مخلوف، رجل الأعمال وابن خالة بشار الأسد، عندما دعا الشعب السورى- 26 أغسطس الماضى- الاستعداد للمعركة الكبرى، فى تدوينة على «فيسبوك»، قال: «فنحن كما وعدناكم، عائدون بقوة الله، فلن يستلم الساحل إلا فتى الساحل»، ويقصد هنا «بشار»، وربما يعزز هذه الدعوة، رفض الأكراد، فترة «الشرع» الانتقالية وإعلانه الدستورى..و فى «ديسمبر» الماضى، تساءلت تقارير عن عودة بشار الأسد مجدداّ لحكم سوريا، تحدث فيها مختصون، عن أن قبول «بشار» فى روسيا، بصيغة اللجوء الإنسانى وليس السياسى، تعنى عدم الاعتراف بتنحيه عن السلطة، ما قد يعزز احتمال عودته إلى سوريا، إذا ما تهيأت الظروف لذلك..داخليا وخارجيا.
< ولو سلمنا بهذه التطلعات، فهى على الأقل تفتح مساحة من الجدل، حول ما تحدث به سياسيون، عن احتمالية واردة بعودة الرئيس «بشار» للسلطة، وفق شروط وأسانيد، بما أساسها، تلك الانتفاضات العلوية ضد تجاوزات سلطة «الشرع» الدينية، باعتبار أن الدولة العميقة، تراكمت على مدى الـ60 عاماّ لحكم «آل الأسد»، وما يمكن أن تمثل إرثا تاريخيا للطائفة العلوية، التى تتشارك السلطة والنفوذ، مع باقى الطوائف السورية النافذة، فى حين تمتاز بتكتلها الكبيرة، من بين المكونات الشعبية، بما نسبته 13%- 15%، أو ما يوازى 3 ملايين من مجموع الشعب السورى، وهى عوامل ربما كافية، لأن يحشد العلويون لثورة مضادة، تعيد «بشار» أو غير «بشار»..لتحرير بلدهم «سوريا» من حكم الإرهاب.
[email protected]