بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مهرجان الدرعية للرواية يتجدد بين معالم البجيري حيث يلتقي الأدب بالتاريخ

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

تتواصل في المملكة العربية السعودية فعاليات مهرجان الدرعية للرواية المقام خلال الفترة من 16 إلى 29 نوفمبر الجاري في حي البجيري، أحد المراكز البارزة للعلم والمعرفة في المملكة. وفي هذا الحيّ الذي يلتقي فيه الأدب بروح التاريخ، يمتزج السرد بالمكان، فيمنح الزائر تجربة ثقافية تتقاطع فيها الذاكرة مع الإبداع.

وباعتبار البجيري حيًّا احتضن العلماء والشعراء عبر العصور، وجد المهرجان فيه امتدادًا طبيعيًا لجوهره المعرفي؛ إذ تحولت أروقته إلى منصات مفتوحة تستقبل القراء، وتحتضن الكتّاب، وتعيد تشكيل علاقة الجمهور بالنصوص السردية المتنوعة.

وشهد المهرجان خلال الأيام الماضية أمسيات متعددة ناقشت أساليب الأدباء في استحضار التاريخ وإعادة فتح مساراته؛ لإضاءة ما خفي من دلالاته وتجارب البشر فيه، عبر تساؤلات حول الهوية والذاكرة تكشف رؤى جديدة للحقائق التي يرويها المختصون بعيون معاصرة.

وفي فعاليات تفسر علاقة الزوار بالماضي من منظور سردي حديث، ناقش عدد من الكتّاب المحليين والعالميين طرق إعادة الشخصيات التاريخية إلى الواقع، ودور التأويل الإبداعي في الموازنة بين صدق الرواية وحرية الخيال. وجاء ذلك من خلال ورش عمل وجلسات تفاعلية تقدم للحضور فهمًا أعمق لتقنيات السرد الوصفي والبصري، وتعرّفهم بآليات الدمج بين الصورة والنص، ومدى قدرة الإيقاع السردي على فتح أبواب جديدة للمعنى.

 

وفي ملتقى الرواة، أحد أبرز محطات المهرجان، يجد الزوار مساحة للتصفح والاكتشاف عبر أجنحة صُممت لتكون محطات قصيرة تقودهم نحو عالم أرحب من القراءة. فيما يواصل مجلس الراوي تقديم حكايات مستوحاة من الذاكرة السعودية بروح شفهية دافئة، تُلامس قيم العدالة والإيمان والإنسانية التي شكّلت وجدان الدرعية عبر العصور.

وبالتوازي مع ذلك، جذبت تجربة "قصّ لنا قصة" المهتمين بتسجيل ذكرياتهم الشخصية، بينما قدمت فعاليات "من الراوي؟" و*"الدرعية بين السطور"* طرقًا مبتكرة للتفاعل مع النص بعيدًا عن الأشكال التقليدية للكتب والتدوين.

وتجمع هذه الفعاليات صورة متكاملة لحي البجيري باعتباره فضاءً يزاوج بين تراث راسخ وروح معاصرة، ويؤكد مكانته مركزًا ثقافيًا يحتفي بالسرد والرواية طوال أسبوعين من 16 إلى 29 نوفمبر.

ويستقبل المهرجان زواره يوميًا من الخامسة مساءً ضمن برنامج ثري يضم أكثر من 40 ورشة وجلسة حوارية باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى أكثر من 20 أمسية ومحاضرة يشارك فيها ما يزيد على 30 كاتبًا وراويًا.

ويأتي مهرجان الدرعية للرواية ضمن باقة فعاليات موسم الدرعية 25/26 تحت شعار "عزك وملفاك"، متضمنًا تجارب تفاعلية متنوعة، وعروضًا حيّة، ومعارض فنية، مسلطًا الضوء على الإرث الثقافي والاقتصادي الغني للدرعية، ليشكل دعوة مفتوحة لاستكشاف الماضي العريق للمملكة، والتعرّف إلى جمال حاضرها في أجواء مفعمة بالأصالة والتراث.