اليوم.. «ترامب» و«ممدانى» يستعدان لمواجهة مباشرة فى المكتب البيضاوى

يعيد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ترتيب مشهده السياسى بإعلانه عقد اجتماع مرتقب منذ فترة طويلة مع عمدة نيويورك المنتخب زهران ممدانى فى واشنطن هذا الأسبوع، وهو اللقاء الذى قد يفتح باب انفراج شخصى وسياسى بعد أشهر من الهجمات المتبادلة والتوتر العلنى بين الطرفين.

ويفترض أن يجرى الاجتماع اليوم الجمعة فى المكتب البيضاوى بحسب ما نشره «ترامب» على منصاته الرقمية، حيث تحدث بصورة لافتة عن ممدانى مستخدما اسمه الكامل واضعا اسم والده كوامى بين علامتى اقتباس، ومؤكدا أن العمدة المنتخب هو من طلب اللقاء، مضيفا أن مزيدا من التفاصيل سيعلن لاحقا.

ومن جانب فريق ممدانى، قالت المتحدثة دورا بيكيك أن اجتماع العمدة الجديد «بترامب» خطوة معتادة، موضحة أن ممدانى يعتزم وضع ملفات السلامة العامة والأمن الاقتصادى وقضية القدرة على تحمل تكاليف المعيشة على طاولة النقاش، وهى القضايا التى صوت لها اكثر من مليون نيويوركى قبل اسبوعين فقط.

ولعدة أشهر خاض «ترامب» حملة شرسة ضد «ممدانى»، واصفا اياه على نحو غير صحيح بالشيوعى، ومحذرا من انهيار المدينة فى حال وصوله الى المنصب، بل وصل به الأمر الى التهديد بترحيله رغم حصوله على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبسحب التمويل الفيدرالى من نيويورك.

لكن نتائج انتخابات نوفمبر غيرت الحسابات، بعدما تلقى الجمهوريون سلسلة خسائر قاسية فى جورجيا ونيوجيرسى وبنسلفانيا وفيرجينيا ونيويورك، فركز «ترامب» بشكل اكبر على شعار القدرة على تحمل التكاليف الذى تبناه الديمقراطيون خلال حملاتهم، وكتب الاسبوع الماضى أن الجمهوريين هم حزب القدرة على تحمل التكاليف، متزامنا مع ادعاءاته المتكررة بأن الاقتصاد يعيش افضل حالاته.

وأكد «ترامب» للصحفيين انه يعتزم لقاء ممدانى قائلا سنتوصل الى حل، فيما رد العمدة المنتخب معربا عن استعداده للقاء «ترامب»، ومشيرا الى أن فريقه تواصل بالفعل مع البيت الابيض لترتيب اللقاء.

وكان ممدانى، البالغ من العمر 34 عاما، قد تحدث خلال خطاب النصر قبل أسابيع عن رؤيته لمدينة قادرة على تقديم نموذج وطنى فى مواجهة سياسات «ترامب»، مشددا فى الوقت ذاته على انه سيتعامل مع اى طرف، بما فى ذلك الرئيس، اذا كان ذلك يصب فى مصلحة سكان نيويورك.

ويرتقى «ممدانى» خلال فترة قصيرة من مجرد نائب فى الهيئة التشريعية للولاية ممثلا عن كوينز الى قيادة اكبر مدينة امريكية مطلع يناير المقبل، فى لحظة سياسية تتقاطع فيها التحديات الشخصية مع رهانات اقتصادية واجتماعية واضطرابات حزبية ممتدة، ما يجعل لقاء الجمعة اختبارا مبكرا لحدود الصدام والتعاون بينه وبين «ترامب».