علماء روس يكتشفون نوع جديد من السلاحف الأحفورية يعيد رسم خريطة المناخ القديم
أعلن فريق من العلماء في مقاطعتي لوغانسك وبطرسبورغ عن اكتشاف نوع جديد وغير معروف سابقًا من سلاحف المياه العذبة الأحفورية في جمهورية لوغانسك الشعبية الروسية، يعود تاريخه إلى ما لا يقل عن 47 مليون عام.

تم التوصل إلى هذا الاكتشاف من خلال دراسة الرواسب الجيولوجية في محجر للرمال بالقرب من قرية إيكوفو، وفقًا لما أوردته وكالة "تاس" عن المكتب الصحفي لجامعة لوغانسك التربوية الحكومية. وتشمل المكتشفات أجزاءًا من جمجمة وعظام أخرى تخص عدة سلاحف عُثر عليها وجمعت على مدار سنوات من نفس الموقع الواقع بمنطقة نوفوبسكوف. ويعود العمر الجيولوجي للموقع إلى النصف الأول من المرحلة اللوتيشية ضمن الفترة الباليوجينية.
قاد البحث العالِمان يفغيني زفونوك، رئيس قسم الجغرافيا بجامعة لوغانسك التربوية، وإيغور دانيلوف، نائب مدير معهد الحيوانات التابع لأكاديمية العلوم الروسية في بطرسبورغ. وقد أطلق الباحثان على النوع الأحفوري المكتشف اسم Progeoclemys latipalata، والذي ينتمي إلى عائلة سلاحف المياه العذبة الآسيوية. يتشابه هذا النوع مع سلاحف أحفورية أخرى تعود إلى نفس العصر الجيولوجي في أوروبا الغربية، في حين تُعد أقرب السلاحف المعاصرة له هي سلاحف البرك المرقطة التي تعيش في جنوب آسيا.
وأشار الباحثان إلى أن المناخ السائد في تلك الفترة على أراضي جمهورية لوغانسك كان استوائيًا، يشبه إلى حد كبير المناخ الحالي في مناطق مثل الهند وباكستان. كما كشف الموقع الأثري في إيكوفو عن وجود ما لا يقل عن 15 نوعًا آخر من الحيوانات الرباعية الأطراف، تشمل سلاحف وتماسيح وطيور متباينة الأنواع، والتي عاشت في بيئات مائية وبرية وأحيانًا بحرية، وذلك بسبب موقع المحجر الذي تميز بتنوع بيئاته الطبيعية.
ويُعد موقع إيكوفو واحدًا من أغنى المواقع الأثرية بتنوع حيوانات الفترة الباليوجينية على مستوى روسيا، مما يجعله مصدرًا مهمًا لدراسة التنوع البيولوجي وتطور الكائنات الحية وخصائص الجغرافيا الحيوية والمناخ القديم لتلك المنطقة.