تدريب 50 حرفيًا بالشرقية ضمن مبادرة تطوير الحرف التراثية
شهدت محافظة الشرقية تنفيذ مجموعة من الورش التدريبية المجانية التي استهدفت تنمية مهارات خمسين حرفيًا في مجالات التسويق والتصوير الاحترافي ورفع كفاءة عرض المنتجات التراثية، وذلك تفعيلاً للمبادرة الرئاسية الاستراتيجية الوطنية للحرف اليدوية والتراثية، وحرصًا على دعم وتمكين أصحاب المهن التراثية داخل المجتمع المحلي.
يأتي ذلك في إطار توجه الدولة نحو توسيع فرص العمل وتحسين مستوى الدخل للحرفيين، وتطوير أدوات الترويج لمنتجاتهم بما ينعكس على تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.
وأشاد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية بالدور الفعّال للمبادرات الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن هذه المبادرات تمثل نقطة تحول مهمة في المجتمع المصري من خلال دعم بناء الإنسان صحيًا واجتماعيًا وتعليميًا، وتطبيق مفهوم العدالة الاجتماعية وتطوير البيئة الريفية.
وأوضح المحافظ أن مبادرة الاستراتيجية الوطنية للحرف اليدوية والتراثية تأتي كأحد أهم البرامج التي تهدف إلى تمكين الحرفيين وتوفير منصات تسويقية جديدة تعزز قدرتهم على المنافسة، خصوصًا في ظل تنوع الصناعات اليدوية التي تمثل جزءًا أصيلًا من الهوية المصرية.
ومن جانبها أكدت المهندسة لبنى عبد العزيز نائبة المحافظ أن الجهاز التنفيذي يولى اهتمامًا كبيرًا للحرفيين باعتبارهم حماة التراث الشعبي، مشيرة إلى استمرار التعاون بين المحافظة والجهات المعنية لتنفيذ ورش تدريبية متنوعة تستهدف تطوير مهاراتهم وتحسين جودة التصنيع والعرض والتسويق.
وأضافت أن التدريب يفتح أمام الحرفيين أبوابًا جديدة لزيادة المبيعات والوصول إلى أسواق أوسع، سواء عبر المنصات الرقمية أو من خلال المعارض المحلية والدولية.
وفي السياق ذاته، أوضحت الدكتورة رشا حسن مدير إدارة السياحة بالديوان العام أن وحدة أيادي مصر بإدارة السياحة وبالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر نفّذت برنامجًا تدريبيًا متكاملًا على مدار يومين بمركز التدريب وتنمية الموارد البشرية بمشاركة مديرية الشباب والرياضة والمجلس القومي للمرأة.
واستهدف البرنامج خمسين من العاملين بالحرف اليدوية والتراثية من مختلف مراكز المحافظة، بهدف تطوير مهاراتهم الفنية والإدارية وتعزيز قدرتهم على التنافس في الأسواق العالمية والمحلية من خلال تقديم منتجات احترافية تلبي احتياجات المستهلكين.
وشمل اليوم الأول من البرنامج مناقشات موسعة مع المشاركين حول الخطط التسويقية التي نفذتها وحدة أيادي مصر الشرقية، إلى جانب تحديد الاحتياجات التدريبية المطلوبة لفتح قنوات تسويقية جديدة وتنشيط آليات البيع التقليدية والإلكترونية.
وجرى خلال الجلسات تبادل الخبرات بين الحرفيين في مجالات العرض وأساليب التواجد على المنصات المختلفة لضمان أكبر قدر من الوصول للعملاء.
أما اليوم الثاني فقد تضمن عددًا من المحاور الأساسية، من بينها التعريف بالخدمات المالية وغير المالية التي يقدمها جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر للحرفيين، بالإضافة إلى التدريب على أساسيات التسعير وكيفية حساب تكلفة المنتج لتحقيق ربح عادل.
كما تضمن التدريب جلسات عملية حول التصوير الاحترافي للمنتجات وطرق إعداد صور مناسبة للبيع الإلكتروني، إلى جانب شرح أساليب عرض المنتجات على المنصات الرقمية بشكل جذاب، وشرح المعايير الواجب مراعاتها عند اختيار المنتجات وتصنيفها وآليات التسويق لها بصورة احترافية.
وأضافت دينا علي قطب رئيسة وحدة أيادي مصر الشرقية أنه تم تنظيم معرض مصغر على هامش الورش التدريبية شارك فيه خمسة وعشرون حرفيًا من أبناء المحافظة لعرض منتجات متنوعة شملت الكليم والإكسسوارات والريزن والمشغولات الخشبية والكونكريت وشنط الخرز والكروشية والمكرميات ومنتجات عيش الغراب والعرائس الخشبية.
وجاء المعرض بحضور ممثلي جهاز تنمية المشروعات وعدد من مسؤولي مديرية الشباب والرياضة، وشهد تفاعلًا كبيرًا بين الحرفيين والزوار واستعراضًا واسعًا للمنتجات المميزة التي تشتهر بها الشرقية.
وتستهدف المحافظة من خلال هذه البرامج التدريبية تعزيز قدرات الحرفيين وتشجيعهم على الابتكار والتطوير بما يسهم في الحفاظ على التراث المصري وتوسيع الفرص الاقتصادية أمامهم، وذلك في إطار خطة شاملة لدعم الحرف اليدوية باعتبارها ركنًا مهمًا من الهوية الوطنية ومصدرًا حيويًا لخلق فرص عمل وتحسين الدخل.