فيلم "أحلام القطار" يرسم ملامح حياة عادية بثوب درامي واسع
يقدم فيلم "أحلام القطار" حكاية رجل يعيش حياة بسيطة لكنها مليئة بما يكفي من التفاصيل لتتحول إلى سرد درامي مؤثر.
ويُعرّف جويل إدجيرتون العمل بأنه احتفاء غربي واسع بحياة تبدو عادية للآخرين لكنها تحمل في طياتها الكثير من العمق الإنساني.
ويجسد إدجيرتون شخصية روبرت جراينر عامل قطع الأخشاب الذي ينغمس في بناء خطوط السكك الحديدية في مطلع القرن العشرين.
وتنطلق حكايته من تلك التفاصيل الصغيرة التي تمنح المشاهد فرصة لمعايشة رحلة رجل لا يبحث عن البطولة بقدر ما يسعى للحفاظ على توازنه في عالم قاس.
تصوير صراع الرجل بين متطلبات المهنة وروابط العائلة
يعرض الفيلم التحديات التي يواجهها روبرت وهو يقضي أسابيع طويلة بعيدًا عن زوجته جلاديس وطفلتهما الرضيعة. ويتناول العمل تلك المسافة العاطفية التي تتسع مع الوقت نتيجة ظروف العمل.
ويشير إدجيرتون إلى أن هذا الصراع كان قريبًا من حياته الشخصية حيث يفهم معنى محاولات التوفيق بين الحب والمسؤوليات اليومية.
ويجسد الممثل هذه الحالة بصدق يجعله أقرب إلى المشاهد كما لو أن روبرت يقف بجانبه ممسكًا بفأسه، متعبًا لكنه متمسك بما يحب.
استلهام القصة من أدب دينيس جونسون
يبني الفيلم أحداثه على رواية قصيرة للكاتب دينيس جونسون صدرت عام 2011. ويستند إلى رؤية أدبية تلتقط هشاشة الإنسان في مواجهة متطلبات الحياة.
ويستمر أثر هذا الأساس الأدبي في خط السرد السينمائي إذ يُمنح المشاهد مساحات للتأمل في قرارات روبرت وفي الثمن الذي يدفعه ليبقى حاضرًا في حياة أسرته رغم المسافات الطويلة.
أداء إدجيرتون تحت عين مخرج يؤمن بالتفاصيل
يصف المخرج كلينت بنتلي قدرة إدجيرتون على إيصال المشاعر بأقل قدر من الحركة بأنها سر قوته.
ويؤكد أن نظرة عابرة أو تعثرًا بسيطًا في الجملة قادران على خلق تأثير درامي عميق لا يحتاج إلى مبالغات.
ويمنح هذا الأسلوب الفيلم واقعية تجعله أقرب إلى تجربة شخصية يشاهدها المُتلقي من مقعد صغير في قلب حياة رجل يكافح ليحافظ على اتزانه.
عرض محدود قبل وصوله إلى المنصات
يحظى الفيلم حاليًا بعرض محدود في بعض دور السينما قبل وصوله إلى منصة Netflix في الحادي والعشرين من نوفمبر.
ويمنح هذا الجمهور فرصة مبكرة لاكتشاف قصة متقشفة في أحداثها لكنها ثرية بمشاعرها، قصة تحتفي بالرجل الذي يحاول أن يكون حاضرًا في عالم يمر بسرعة أكبر مما يستطيع اللحاق به.