البترول توعد بزيادة إنتاج الغاز إلى 6.6 مليار قدم³ يوميًا.. والخبراء طموح غير واقعى
أثارت تصريحات المهندس كريم بدوى، وزير البترول والثروة المعدنية، بشأن استهداف القطاع الوصول بإنتاج الغاز الطبيعى إلى نحو 6.6 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال السنوات الخمس المقبلة، جدلًا واسعًا بين المختصين فى قطاع الطاقة، الذين اعتبر بعضهم أن التصريحات طموحة أكثر من واقعية، ويتطلب ذلك استمرار جهود البحث والاستكشاف بوتيرة غير مسبوقة، وأن الوصول إلى هذا الرقم يحتاج إلى اكتشافات جديدة ضخمة على غرار حقل «ظُهر»، أو عدد من الاكتشافات المتوسطة عالية الإنتاجية.
أكد المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أن الحقول المنتجة حاليًا، حتى بعد استكمال خطط التنمية والإنتاج القصوى منها، لن تكون كافية لتحقيق المستوى المستهدف من الإنتاج، مشيرًا إلى أن وتيرة الاكتشافات الغازية فى شرق المتوسط شهدت تباطؤًا فى الأعوام الأخيرة، ليس فقط فى مصر بل فى دول الإقليم كافة مثل قبرص واليونان وليبيا، وهو ما يجعل مهمة تحقيق هذا الهدف أكثر صعوبة.
وأشار «يوسف» إلى أن إعلان أهداف طموحة مطلوب لتحفيز الشركات العالمية على الاستثمار، لكنه شدد فى الوقت ذاته على ضرورة إدارة التوقعات بدقة، إذ إن عدم تحقق هذه الطموحات قد ينعكس على ثقة السوق والمستثمرين، خاصة فى ظل استمرار الضغوط المالية الناتجة عن استيراد الغاز المسال بكميات تقدر بنحو 2.25 مليار قدم³ يوميًا، إلى جانب الغاز المستورد عبر خطوط الأنابيب القادمة من الشرق.
واختتم المهندس مدحت يوسف تصريحاته بالتأكيد على تقديره لجهود الوزارة فى تحسين العلاقات مع الشركات الأجنبية، وهو ما أسفر عن ضخ استثمارات جديدة وتسريع تنمية الحقول المكتشفة بعد سنوات من التحديات الفنية والتمويلية، مشيرًا إلى أن الاستقرار فى سداد المستحقات الشهرية للشركاء الأجانب عزز الثقة فى السوق المصرية ويمهد لمرحلة توسع جديدة فى الإنتاج.
من جانبه، كشف المهندس كريم بدوى، وزير البترول والثروة المعدنية، أن مصر تستهدف الوصول بإنتاج الغاز الطبيعى إلى ما بين 6.4 و6.6 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال السنوات الخمس المقبلة، بدعم من استثمارات عالمية كبرى، من بينها 8 مليارات دولار لشركة «إينى» الإيطالية و5 مليارات دولار لشركة «بى.بى» البريطانية.
وأوضح الوزير أن عام 2026 سيشهد حفر 14 بئرًا استكشافية فى البحر المتوسط باحتياطيات مستهدفة تبلغ نحو 12 تريليون قدم مكعبة من الغاز، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على تسريع إدخال المشروعات الجديدة إلى مرحلة الإنتاج لتقليل فاتورة الاستيراد وتعزيز أمن الطاقة الوطنى.
ولفت الوزير إلى أن إنتاج الغاز الطبيعى شهد انخفاضًا منذ عام 2021، حيث تراجع من 6.6 مليار قدم³ يوميًا إلى نحو 4.7 مليار فى منتصف 2024، قبل أن يصل إلى أدنى مستوى عند 4.02 مليار قدم³، ثم عاد للارتفاع إلى 4.2 مليار قدم³ يوميًا فى سبتمبر الماضى، مشيرًا إلى أن القطاع بدأ بالفعل فى استعادة مسار النمو بفضل الإجراءات التصحيحية الأخيرة.
كما أشار «بدوى» إلى أن إنتاج الزيت الخام شهد انخفاضًا إلى 540 ألف برميل يوميًا فى فبراير الماضى بعد أن كان فى حدود 600 ألف برميل، لكنه أوضح أن القطاع دخل الآن مرحلة استقرار تمهيدًا للعودة إلى الزيادة مع الإعلان عن اكتشافات جديدة فى الصحراء الغربية وخليج السويس بالتعاون مع الشركات العاملة.