بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كان ياما كان فى غزة: سينما الإنسان وسط الحرب والدمار..

بوابة الوفد الإلكترونية

المخرج الفلسطينى طرزان ناصر لـ«الوفد»: نطرح القضية برؤية إنسانية.. ولن نجعل الاحتلال بطلًا على الشاشة

المخرج عرب ناصر: غزة ليست حربًا فقط.. بل حياة نرويها للعالم دون صراخ أو نقطة دم

عرب ناصر: لن نقبل تمويلًا إسرائيليًا ولو كان العمل بعيدًا عن فلسطين.. وعرض الفيلم فى مهرجانات دولية أكبر جائزة

 

قدمت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الـ46، الفيلم الفلسطينى «كان ياما كان فى غزة» ضمن عروض الجالا فى عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو من إخراج الإخوان عرب وطرزان ناصر.

وسلط الفيلم الضوء على الجانب الإنسانى لأهل غزة فى ظل حرب الإبادة والحصار، «الوفد» التقت المخرجين والمؤلفين الفلسطينيين الاخوان عرب وطرزان ناصر، لكشف كواليس التحضير للفيلم على مدار عشر سنوات، وفاز الفيلم فى مهرجان كان السينمائى الدولى بجائزة أفضل اخراج فى 2025، ويشارك فى مهرجان القاهرة السينمائى ضمن أفلام المسابقة الدولية.

فى البداية، عبر الفلسطينى طرزان ناصر، عن سعادته بالمشاركة فى المهرجان، قائلًا: مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فخر المهرجانات العربية، والتنظيم رائع، والمشاركة تحظى برواج واسع عربيًا ودوليًا.

وتحدث طرزان ناصر عن السينما العربية، حيث قال إنها فى تطور مستمر، وتواكب التقنيات العالمية، وتحقق حضورًا فى المهرجانات الدولية وسينمات أوروبا وأمريكا، مضيفًا أن الأفلام الجيدة والإحساس الصادق يصلان بسرعة أكبر إلى المشاهد.

وعن رسالة الفيلم، يقول «ناصر»: ركزت فى الفيلم على الجانب الإنسانى لحياة الغزاويين بعيدًا عن مشاهد الدماء، مؤكدًا أن الهدف من الفيلم هو إظهار معادن الناس والشخصيات باللحم والدم فى ظل الدمار والحرب والخراب الممتد على مرأى البصر والبصيرة، والفيلم يقدم صورة واضحة عن الإنسان الغزاوى، الذى يعيش وسط حرب إبادة وحصار، لكنه قادر على الاستمرار فى الحلم والصمود، وخلق أفكار من معاناته والبحث عن فرص صغيرة فى غزة المحاصرة، حيث التركيز على الإنسان قبل السياسة، والفيلم لا يصور الاحتلال كبطل، والإنسانية تصل إلى الجمهور أكثر من مجرد عرض القضية السياسية أو الاجتماعية.

وحول تمويل الفيلم، يقول: التعاون مع أى جهة تمويلية خارجية ممكن دون التنازل عن القيم والقضية الفلسطينية، مؤكدًا رفض أى تمويل إسرائيلى أو مرتبط بالإبادة، وأن العمل السينمائى يجب أن يركز على الإنسان الغزاوى وحياته اليومية وليس على الاحتلال أو مشاهد الدماء، والفيلم يسعى لتقديم رسالة محددة عن الإنسانية والصمود وسط الظروف الصعبة، وأن أى تدخل خارجى لتغيير النص أو تعديل الرسالة مرفوض تمامًا.

وعن تغير قناعاته بعد الوصول إلى العالمية، يقول ناصر: قناعاتى لم تتغير منذ فيلم ديجرا دايه 2015، مرورًا بـ غزة مانو مور 2020، وصولًا إلى كان ياما كان فى غزة 2025، مؤكدًا أن اللهجة الغزاوية ومفرداتها جزء من الهوية السينمائية للفيلم، وأن أى تعديل خارجى يمكن أن يضر بالواقعية والصدق فى العمل، ونحن نرفض أى تدخل لتغيير التفاصيل الصغيرة، لأن الهدف الأساسى هو تقديم قصة يصدقها الجمهور أولًا.

ودعا ناصر محبى السينما لمشاهدة الفيلم، ورؤية حياة الغزاويين وأحلامهم وطموحاتهم اليومية، وقال إن مشاهد الإبادة موجودة فى كل مكان ويمكن للكاميرا نقلها، لكن التركيز كان على الإنسان نفسه، موضحًا أن الجمهور عندما يرى الشخصية الإنسانية يتفهم معاناة الناس أكثر من أى عرض سياسى أو اجتماعى.

واختتم ناصر حديثه لـ«الوفد» أن السينما الفلسطينية دائمًا سينما الإنسان وكل قصصها إنسانية، موضحًا أن المشاهد يمكن أن ترى المعاناة اليومية للشباب الفلسطينى، صمودهم، وإبداعهم رغم القيود والحصار، وأن الرسالة الحقيقية للفيلم هى أن الإنسان الغزاوى يعيش، يحلم، ويقاوم رغم كل الظروف الصعبة.

والتقت «الوفد» شقيقه المخرج الفلسطينى عرب ناصر، الذى تحدث عن حرب غزة قائلًا: إن الظروف التى عاشتها وتعيشها غزة قهرية ومقززة وإبادة لم تنته، وما يحدث زمن مقتول من عمر الناس وغزة، وعملنا فى كان ياما كان فى غزة على طرح القضية من خلال قصص عن حياة الإنسان الغزاوى فى مهرجان كبير وأمام شريحة واسعة من الجماهير التى تأتى من أنحاء العالم لمشاهدة السينما، فهذا فى حد ذاته جائزة، وبعد ذلك نستطيع مناقشة الجائزة التى حصلنا عليها.

وعن طلب الجماهير شراء تذاكر فيلم كان ياما كان فى غزة التى نفدت فى الساعات الأولى من طرحها فى منافذ مهرجان القاهرة السينمائى بدار الأوبرا المصرية، يقول عرب ناصر: إن هناك إقبالًا كبيرًا من جمهور المهرجان على حضور الفيلم وعلى تقديرى فى العرض الأول حضر أكثر من عشر جنسيات فى قاعات العرض بالمسرح الكبير، وهذا يعد نجاحًا كبيرًا فى توصيل صوت الغزاوية للعالم، والجمهور بطبيعته ينقل ما يشاهده فى السينما للآخرين.

وعن مشاركة سبع دول فى تكلفة إنتاج فيلم "كان ياما كان" فى غزة، يقول عرب إن كلمة الإنتاج كبيرة وتشمل الأموال والأدوات وقد يأتى منتج ويقول هذا هو المبلغ المتاح: فهل تستطيع تنفيذ الفيلم أم لا؟، وفى الحقيقة لا يوجد منتج أو مخرج يستطيع تحديد الكلفة النهائية لإنتاج فيلم بدقة، وفى الغالب تكون التكلفة تصورية بمبلغ مبدئى ثم ننطلق فى الكتابة أو الإخراج.

وعن قبول التعامل مع تمويل أو إنتاج إسرائيلى لأى عمل، يقول: من المستحيل التعامل مع أى تمويل إسرائيلى لإنتاج أى عمل سواء يخص غزة أو فلسطين أو أى موضوع بعيد تمامًا فهذه الفكرة مرفوضة، وما دون ذلك فالتعاون مع تمويل من أى دولة مفتوح، وأنت وشطارتك تقنع الممول بفكرتك دون أن تخسر نفسك أو تتنازل كما يحدث مع البعض.

ويوصل «عرب» حديثه: إن الإخراج والتأليف يكملان بعضهما، ولكن الأقرب إلى قلبه هو الإخراج وليست الكتابة أو التمثيل، لكننى أتعامل مع الصناعة كلها بكل تفاصيلها وأجزائها، فنحن ننظم ديكور الفيلم ونكتب ونخرج السيناريو، وهذه كلها مراحل من المتعة ولكن فى النهاية إذا سألتنى ما الفيلم أقول الكتابة، فالفيلم ما هو إلا سيناريو ثم كيف تنفذ السيناريو.

وعن أن مراحل الكتابة والإخراج تأخذ وقتًا طويلًا يرى عرب أن كل فيلم يأخذ الوقت المناسب له سواء عشر سنوات أو عشرة أشهر، وفيلم "كان ياما كان فى غزة" بدأنا التحضير له منذ عام 2015، وتم عرضه فى مهرجان كان 2025 وحصد جائزة الإخراج، واستغرق عشر سنوات، وخلال هذه الفترة أنتجنا فيلم "غزة مونامور" عام 2020 فالفيلم مثل الثمرة التى لا تسقط إلا حين تنضج، وكذلك السيناريو يأخذ وقته حتى ينضج.

وعن أهمية الثقافة للكاتب يقول إن الثقافة مهمة فى كل المجالات لكن هناك هواة محترفون ومبدعون ولم يحصلوا على أى قسط من التعليم وأؤمن بالإنسان الذى لديه إحساس يستطيع أن يبدع، وفى المقابل هناك مثقفون لديهم تقنيات هائلة، ولا يمتلكون هذا الإحساس، وفى النهاية السينما عبارة عن عدة عوامل يجب أن تجتمع مع بعضها البعض لإنتاج فيلم ناجح.