عروس المنيا… زفاف لم يكتمل ورحيل صادم يهز القلوب
في زاويةٍ هادئة من قرية دفش التابعة لمركز سمالوط غرب بمحافظة المنيا، حيث اعتادت البيوت أن تحفظ أسرار الفرح والبساطة، نُسجت قصة حبٍ قصيرة العمر، بدأت بزفاف بهيج وانتهت بفاجعة صادمة.
فبعد أيام قليلة فقط من دخولهما عش الزوجية، كان العريس عادل ناجح سعد شخلول وعروسه يخطوان أولى خطوات حياتهما المشتركة، يملؤهما حماس البدايات وأحلام المستقبل.
الهمس القاتل في ليلة ساكنة
لكن القدر كان يُخفي نهاية مفجعة. ففي إحدى الليالي الهادئة، وبينما كان الزوجان يستعدان للراحة داخل شقتهما، تسلل تسريب غاز خفي من سخان المياه داخل دورة المياه، لينشر سحابة خانقة أنهت صدى الضحكات التي ملأت المكان قبل أيام.
تحوّل الهمس الخافت للغاز إلى موتٍ صامت، حتى لاحظ الجيران غياب الحركة داخل المسكن، لتتعالى صرخاتهم المذعورة وتكسر سكون الليل.
رحيل مفاجئ… ونجاة مُرة بطعم الفقد
وصلت الأجهزة الأمنية بقيادة المقدم عبد الرحمن الغزاوي إلى موقع الحادث، لتجد مشهدًا مؤلمًا:
العريس الشاب عادل فارق الحياة اختناقًا بسبب غاز السخان، في وفاة وصفها التقرير الطبي بأنها نتيجة أسفكسيا الخنق.
أما العروس، فكانت في حالة إعياء شديد، نجت بأعجوبة، وتم نقلها إلى المستشفى حيث استقرت حالتها الصحية؛ إلا أنها استفاقت على واقع أشد قسوة من الألم نفسه… نجت جسديًا لكنها فقدت شريك عمرها في أيام زفافهما الأولى.
التحقيقات تحسم… لا شبهة جنائية
كشف تقرير مفتش الصحة الدكتور محمد صلاح، والتحقيقات الأمنية، أن الوفاة طبيعية ولا توجد أي شبهة جنائية، مؤكدة أن السبب هو تسريب غاز من السخان داخل دورة المياه.
خطأ تقني أو إهمال بسيط في تجهيزات السخان كان كافيًا لاختطاف حياة شاب، وتحويل فرحة العمر إلى مأتم.
وداع حزين… وذكرى لا تُمحى
ودّعت قرية دفش عادل في جنازة مهيبة مليئة بالصدمة والحزن، فيما بقيت العروس تحمل وحدها ذاكرة الأيام القليلة التي سبقت الفاجعة، وجرحًا لا يندمل.
هكذا تحولت قصة زفاف حديث إلى درس موجع عن هشاشة الحياة وقسوة اللحظات التي تأتي دون إنذار.