منظومة بايرن الجديدة.. كيف جعلت كين مرشحاً قوياً للكرة الذهبية؟
منذ انتقاله إلى بايرن ميونيخ، تحوّل هاري كين من مجرد هداف عالمي إلى مشروع لاعب متكامل ينافس على الكرة الذهبية بجدية ، فالبيئة التي وجدها في النادي البافاري ساعدته على تقديم أفضل نسخة من نفسه، خصوصاً على المستوى التكتيكي الذي يخدم أسلوب لعبه ويمنحه الحرية لإظهار مهارات لم تكن تظهر بوضوح في البريميرليج.
يعتمد بايرن هذا الموسم على نمط لعب سريع يعتمد على الضغط العالي، وتدوير الكرة بشكل يجعل المهاجم يحصل على فرص متكررة للتسجيل وصناعة اللعب. كين لم يأتِ فقط ليكون “رقم 9”، بل أصبح حلقة وصل بين وسط الملعب والهجوم، مستفيداً من دقته العالية في التمرير ورؤيته للملعب. هذا الدور جعله ليس مجرد هداف، بل لاعباً مؤثراً في بناء الهجمات، وهو ما يزيد من قيمته في التقييمات الخاصة بالجوائز الفردية.
كما أن الفريق يملك مجموعة من اللاعبين القادرين على صناعة فرص نوعية، وهو ما لم يكن يحصل عليه بنفس الوتيرة مع توتنهام. زيادة عدد الفرص تعني زيادة الأهداف، وزيادة الحسم تعني زيادة الحضور الإعلامي، وهي عناصر مهمة في سباق الكرة الذهبية.
النقطة الأهم أن بايرن يسعى بقوة للعودة بقوة إلى دوري أبطال أوروبا. وإذا تمكن الفريق من الوصول إلى الأدوار النهائية أو التتويج، فسيكون كين أبرز مرشح للجائزة، لأن تأثيره يظهر في كل مباراة، سواء بالتسجيل أو الصناعة أو حتى قيادة الهجوم بالشكل الذي يخلق مساحات لزملائه.
حتى داخل المنتخب الإنجليزي، استفاد كين من انتقاله إلى بايرن، إذ أصبح أكثر نضجاً في اختياراته داخل الملعب، وأكثر تركيزاً في إنهاء الهجمات ، الأداء القوي مع النادي والمنتخب معاً يمنح اللاعب قوة إضافية في سباق الجوائز.
بهذه المعطيات، يمكن القول إن منظومة بايرن لم ترفع فقط مستوى كين الهجومي، بل أضافت له بُعداً تكتيكياً يجعله لاعباً متكاملاً قادراً على المنافسة بجدية على الكرة الذهبية.