منها التمويل والتسويق.. 3 تحديات تواجه مصانع الألبان الصغيرة
قال سعد حسن حامد صالح، المتحدث الرسمى لجمعية رعايه العاملين بالصناعات الغذائيه كفرالشيخ ، أن هناك مشكلات وتحديات تواجه مصانع الألبان الصغيرة .
تعد صناعة الألبان من أهم الصناعات الغذائية فى العالم إذ تمثل مصدراً رئيسياً لتوفير منتجات أساسية كالجبنة والزبدة والزبادى ، غير أن المصانع الصغيرة التقليدية العاملة فى هذا القطاع يقابلها تحديات تهدد استمراريتها وقدرتها على المنافسة فى ظل هيمنة المصانع الكبرى وتقلبات السوق المستمرة .
* مصانع الألبان الصغيرة محدودة الإمكانيات تمتاز بجوة عالية فى الإنتاج
وأضاف أن طبيعة المصانع الصغيرة التقليدية تعتمد فى الإنتاج على طرق محدودة الإمكانيات وغالباً تستخدم معدات بسيطة وتقنيات تقليدية فى صناعة أنواع متعددة من منتجات الألبان ، ورغم ما تمتاز به منتجاتها فى جودة طبيعية وطابع محلى محبب للمستهلك إلا أن ضعف البنية الإنتاجية والمالية يجعلها عرضة للتأثر بالتغيرات الإقتصادية والظروف السوقية .
* نأمل فى تقديم عروض مغرية للمزارعين للتغلب على معوقات التصنيع
وأشار إلى ان أبرز انواع التحديات تمثلت فى تقلب أسعار الألبان الخام وبالتالى
تأثر المصانع الصغيرة بشكل مباشر بتذبذب أسعار الألبان الخام فى السوق ، حيث لا تمتلك القدرة على توقيع عقود طويلة الأمد مع الموردين أو المزارعين وعندما ترتفع الأسعار تجد نفسها عاجزة عن المنافسة مع المصانع الكبيرة التى تشترى كميات ضخمة بأسعار كبيرة .

* زيادة القدرة التسويقية لمنافسة المصانع الكبرى
بالإضافة إلى منافسة المصانع الكبرى لما تمتلك قدرات مالية وتسويقية ضخمة تتيح لها السيطرة على مصادر الألبان الخام وتقديم عروض مغرية للمزارعين هذا يؤدى الى حرمان المصانع الصغيرة من الحصول على اللبن بجودة وسعر مناسبين ، مما يقلل فى قدرتها الإنتاجية ويؤثر على إستقرارها .
لافتا إلى أن المشكلة الأكبر في هذه الصناعة هى نقص الدعم والتمويل ، حيث تعانى أغلب هذه المصانع من صعوبة فى الحصول على التمويل اللإزم لتحديث المعدات أو تحسين خطوط الإنتاج ، كما تفتقر إلى التدريب والدعم الفنى فى مجالات الجودة والتسويق ونظام الإدارة الحديث وهذا دور مهم جداً لغرفة الصناعات الغذائية ، حيث أن هناك مصانع كثيرة لا تعرف دورها ، فيجب توضيح دور الغرفة والتواصل الدائم مع هذه المصانع والعمل على تطويرها وتقدمها وتقديم كل سبل الدعم والمتابعة .
وأيضا ضعف القدرة التسويقية ، لما تعتمد المصانع الصغيرة غالباً على البيع فى نطاق محلى محدود يعتمد على المعارف والتجار المعروفين فقط ولا تمتلك قنوات توزيع قوية أو إستراتيجيات تسويق فعاله ، وبالتالى تجد صعوبة فى منافسة المصانع الكبرى التى تنتشر فى الأسواق المحلية والإقليمية .
واخيرا التأثر بتقلب السوق الموسمى ، حيث تختلف معدلات الإستهلاك من منتجات الألبان بين فصول السنة وهو ما يؤدى الى تقلبات فى الطلب ومع ضعف قدرات التخزين والتبريد تجد المصانع الصغيرة نفسها مضطرة أحياناً كثيرة إلى البيع بأسعار أقل من التكلفة لتجنب تلف البضائع أو الخروج من مدة الصلاحية أو عدم القدرة على سداد ثمن المادة الخام لعدم توافر التمويل المناسب .
ولهذه الأسباب يوجد بالتأكيد آثار إقتصادية وإجتماعية لأن تراجع أداء المصانع الصغيرة يؤدى إلى فقدان فرص عمل كثيرة فى المناطق الرئيسية كما يضعف من تنوع السوق المحلى ويحد من قدرة المستهلك على الوصول الى منتجات طبيعية ذات جودة عالية ، وكذلك يؤدى احتكار المصانع الكبرى لمصادر الألبان إلى اختلال فى توازن الأسعار والإضرار بعدالة التوزيع بين المنتجين والمستهلكين .
* مطالب بزيادة الدعم والتمويل والتدريب لفتح خطوط إنتاج جديدة

مطالبا بأن يكون هناك سبل لدعم وتطوير المصانع الصغيرة وتتمثل فى توفير دعم حكومى وتمويلى لتحديث خطوط الإنتاج لتحسين جودة المنتجات ، وتفعيل التعاونيات بين المزارعين والمصانع الصغيرة لتأمين إمدادت مستقرة فى اللبن الخام
تدريب الكوادر الفنية والإدارية على أساليب الإنتاج الحديثة وإدارة الجودة ، وتشجيع المباردات المحلية فى التسويق والتوزيع وربط هذه المصانع بالأسواق الإلكترونية .
وأيضا ضرورة التفاعل بين غرفة الصناعات الغذائية والمصانع الصغيرة ، حيث أن غرفة الصناعات الغذائية لها دور كبير جداً فى تطوير وتقديم الدعم للمصانع الصغيرة وهناك شعبة داخل الغرفه منتخبه من المصنعين دورها الأساسى الحفاظ على هذه الصناعة ، ويجب القاء الضوء على مسئوليتها تجاه المصانع الصغيره وتفعيل دورها فى ذلك .
خاصة وأن المصانع الصغيرة التقليدية لصناعة الألبان تعتبر جزءاً أصيلاً من النسيج الإقتصادى والغذائى فى كثير من الدول ، ولنجاح هذه الصناعات يتطلب الأمر وضع سياسات واضحة لدعمها وحلولاً عملية لمواجهة تقلبات السوق وتفادى اعطال الإنتاج والمنافسة غير المتكافئة مع المصانع الكبرى ، لأن دعم هذه المنشأت الصغيرة يعنى دعم الأمن الغذائى الوطنى والحفاظ على صناعة ذات وصف تراث صناعى وغذائى محلى ، مع أهمية فتح الأسواق الخارجية للمنتجات الخاصة بالمصانع الصغيرة ، ما يساهم فى توافر العملة الصعبة واستمرارية نشاط المصانع التقليدية باعتبارها هامة وضرورية لانتشارها فى محافظات البحيرة وكفرالشيخ .
