الدفاع عن التاريخ.. يوسف زيدان يسلّط الضوء على صعوبات حكم الحاكم بأمر الله
كشف الكاتب الكبير والروائي الدكتور يوسف زيدان، عن المنهجية التي اتبعها في تناول شخصية الحاكم بأمر الله الفاطمي بروايته "حاكم"، والتي أثارت حيرة القراء بين التعاطف معه أو إدانة مبالغته في القتل والعقوبات، مشددًا على ضرورة التخلي عن الطرق التقليدية للحكم على الشخصيات التاريخية.
وأكد “زيدان”، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، أن المقولات الشائعة مثل "اذكروا محاسن موتاكم" أو "له ما له وعليه ما عليه" هي خطأ يمنعنا من الاستفادة من التجارب التاريخية، وقدم معيارًا بسيطًا ومحددًا للحكم، موضحًا أن الحكم على الحكام يتم بالمتغيرات المجتمعية التي حدثت بين تاريخ توليه المسؤولية وتاريخ تخليه عنها (بالموت أو الثورة)، ويجب النظر إلى حالة الأمن العام وحالة الاقتصاد وحالة التعليم.
ولفت إلى أن الحكم على الحكماء يبدأ من بعد وفاتهم، ويتم بتقييم أثرهم في الإنسانية، مستشهدًا بالدور الذي أحدثه ابن سينا والرازي وابن الهيثم في المنهج العلمي والتطور الإنساني، معقبًا: “تاريخنا ما عملوش المشايخ والملتحين.. اللي شاركوا في صناعة تاريخ الإنسانية هم دول، فدول نحكم عليهم بأثرهم في الإنسانية بعد وفاتهم”.
وبتطبيق هذا المعيار على الحاكم بأمر الله، أشار الدكتور يوسف زيدان إلى أن الحكم على شخصيته يجب أن ينطلق من الحالة التي تسلم فيها مصر زمام الحكم، حيث تولى الحاكم ومصر كانت "مهترئة" و "بلد خربانة"، بحسب ما ذكره المؤرخون المعاصرون، وكانت البلاد تعاني من تهديدات القرامطة، الذين وصفهم زيدان بأنهم "زي داعش دلوقتي وبوكو حرام"، حيث كانوا يسعون لاجتياح مصر.
وأوضح أن الحاكم بأمر الله هو الخليفة الفاطمي الثالث في مصر (بعد المعز والعزيز)، وقد تولى الحكم وعمره 11 سنة وستة شهور بعد وفاة أبيه العزيز بالله على الحدود أثناء مرابطته لمواجهة القرامطة، مؤكدًا أن هذه الظروف الصعبة التي تسلم فيها الفتى الصغير مقاليد الحكم هي نقطة الانطلاق في تقييم ما حققه خلال فترة حكمه التي امتدت حتى اختفائه أو مقتله وهو في سن 35.