المصريون القدماء عرفوا ربنا.. والدليل فى البرديات
تعليقاً على الجدل الواسع الذى أثاره أحد الشباب أثناء زيارته للمتحف الكبير بقراءة القرآن الكريم أمام إحدى القطع الأثرية باعتبار أن المصريين القدماء لايعرفون الله، أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن الحضارة المصرية القديمة عرفت الله الواحد ولم تكن حضارة وثنية.. وقال: إذا رجعنا لأحد نصوص «تحوت» الذى يتحدث عن طبيعة الإله الخالق نجد ما يلى:
هو الواحد الصمد لا يشوبه نقص، هو الباقى دوماً هو الخالد أبداً، هو الواقع الحق كما أنه المطلق الأكمل الأسمى، هو جماع الأفكار التى لا تدركها الحواس، ولا تدركه المعرفة مهما عظمت، هو الخفى المتجلى فى كل شىء، تعرف كينونته بالفكر وحده وتدركه عيوننا فى الآفاق، لا جسد له ولكنه فى كل شيء، وليس هناك ما ليس هو، لا اسم له لأن جميع الأسماء اسمه، هو الجوهر الكامن فى كل شيء
وأوضح «ريحان» أن مصر القديمة عرفت ماعت كإلهة الحق والعدل والنظام فى الكون، وكلمة «ماعت» فى اللغة المصرية القديمة تعني: الحق – العدالة – النظام – التوازن – الانسجام – الصدق، وقال: «كانت «ماعت» تمثل الأساس الذى يقوم عليه الكون والحياة والمجتمع، إذ كان المصرى القديم يعتقد أن الحفاظ على «ماعت» هو ما يجعل الشمس تشرق كل يوم، والنيل يجرى، والمجتمع يعيش فى استقرار وتناغم.
وأضاف: قوانين ماعت تتضمن 42 مبدأ ومعظم هذه المبادئ تقابله آية من آيات القرآن الكريم ونذكر منها: أنا لم أرتكب خطيئة، أنا لم أرتكب السرقة بالعنف، أنا لم أسرق، أنا لم أقتل رجالاً أو نساء، أنا لم أسرق الطعام، أنا لم أختلس القرابين، أنا لم أكذب، أنا لم أخطف الطعام، أنا لم أشتم، أنا لم أغلق أذنى على الحقيقة، أنا لم ارتكب الزنا، أنا لم أجعل أحداً يبكى، أنا لم أحزن بدون سبب، أنا لم أعتد على أحد، أنا لم أخدع، أنا لم أسرق أرض أحد،
وأكد الدكتور ريحان أنه ثبت بالأدلة القاطعة نزول الأنبياء إلى مصر المباركة، وأنّهم دعوا أهلها إلى التوحيد، ومن هؤلاء سيدنا شيث بن سيدنا آدم، ثم إدريس وإبراهيم ويوسف ثم أبيه وإخوته الأسباط الاثنا عشر، وأيوب وذو القرنين، والخضر ولقمان، عليهم جميعاً سلام الله، وقد أقيمت حضارات فى زمانهم ودعوتهم إلى التوحيد قائمة.